كتبت – هاجر هشام

أطلقت منظمة الصحة العالمية تمرين عالمي بعنوان “بولاريس” لمعرفة أسباب تفشي جائحة افتراضية ناتجة عن فيروس قاتل يُطلق عليه "جُدري الماموث"، حيث أن مصدره جثة ماموث المتجمدة في القطب الشمالي، وشارك في التمرين من الخبراء من حوالي 15 دولة، من بينها السعودية، قطر، ألمانيا، أوكرانيا، والدنمارك، وذلك لمواجهة مخاطر الفيروسات القديمة الناتجة عن ذوبان الجليد بسبب التغير المناخي.

منظمة الصحة تحاكي جائحة فيروس من ماموث متجمد

في السيناريو الافتراضي، اكتشف فريق علمي وتصويري جثة ماموث محفوظة في التربة الصقيعية، لكن هذا الاكتشاف تحول إلى كارثة عندما أصيب الفريق بفيروس خيالي يجمع بين خصائص الجدري البشري وجدري القردة، حيث انتشر الفيروس بسرعة عبر دول العالم، مهددا بتفشي كارثي، وقد شملت المحاكاة سيناريوهات متنوعة مثل انتشار العدوى في باخرة سياحية، حفل جماهيري، وحالات عدوى منزلية، مع اختبار إجراءات التتبع، الحجر الصحي، والإغلاق الكلي.

خطر فيروسات الزومبي يصل إلى ذوبان الجليد ويهدد بجائحة عالمية

رغم افتراضية السيناريو، فقد حذر العلماء من أن الخطر حقيقي، وذوبان الجليد في المناطق القطبية يهدد بإطلاق فيروسات وميكروبات قديمة، تعرف بـ“فيروسات الزومبي” أو “ميكروبات ميثوسيلا”، التي ظلت محبوسة في جثث حيوانات منقرضة مثل الماموث.

وأظهرت الأبحاث أن هذه الميكروبات، التي قد يصل عمرها إلى عشرات الآلاف من السنين، لا تزال قادرة على إصابة الخلايا الحية، وعلى سبيل المثال، أحيا العلماء فيروس عمره 48,500 عام من جليد سيبيريا، والذي أثبت قدرته على العدوى، وفي 2016، تسببت جثة حيوان مجمدة في روسيا بتفشي الجمرة الخبيثة، أسفر عن وفاة طفل وإصابة العشرات.

تمرين عالمي يكشف مخاطر الفيروسات القديمة في القطب الشمالي

استمرت المحاكاة لمدة يومين، حيث نجحت الفرق في السيطرة على الفيروس الافتراضي، لكن الخبراء أكدوا أن تفشي حقيقي سيكون أكثر تعقيدا بسبب التوترات السياسية وضعف التنسيق الدولي، وقد تم تصميم التمرين لمحاكاة ظروف واقعية، مع توزيع معلومات متباينة بين الدول لتقليد التحديات الفعلية في التواصل العالمي.

هل يُطلق الاحترار العالمي جائحة جديدة؟

أشار الدكتور خالد عباس، خبير الصحة البيئية بجامعة الشارقة، إلى أن الاحترار العالمي لا يقتصر على إذابة الجليد، بل يفتح أبوابا لأنظمة بيئية قديمة تحمل فيروسات غير معروفة للطب الحديث، وتقدر الدراسات أن الجليد الذائب يطلق حوالي 4 سكستيليون خلية مجهرية سنويا، مما يزيد من احتمال انتقال ميكروب قديم إلى البشر.

يعتبر تمرين “بولاريس” دعوة لتعزيز التعاون الدولي والاستعداد لمواجهة تهديدات صحية غير متوقعة، وتؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة تطوير أنظمة رصد مبكر واستجابة سريعة للتعامل مع أي تفشي محتمل ناتج عن ذوبان الجليد، لحماية العالم من جائحة مستقبلية.