عقدت مصر والجزائر مؤخراً مباحثات استراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتعدين، وذلك بين وزيري البترول المصري والطاقة الجزائري خلال لقاء جمعهما على هامش فعاليات مؤتمر OMC Med Energy 2025 في إيطاليا. اللقاء سلط الضوء على الشراكة الطموحة بين البلدين في قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي لكل من مصر والجزائر.

تعزيز التعاون بين مصر والجزائر في مجال الطاقة

ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في العديد من القطاعات الحيوية. تركزت المباحثات على مجالات البحث والاستكشاف وتنمية الحقول النفطية والغازية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية لقطاع التكرير والبتروكيماويات. كما تم التركيز على تجارة وتسويق الغاز الطبيعي المسال، وهو مجال يشهد طلباً عالمياً متزايداً.
وفي إطار التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، شملت المناقشات مشروعات إنتاج وتسويق الهيدروجين الأخضر، التي تعتبر مبادرة استراتيجية تدفع نحو تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاستدامة.

فرص الاستثمار بين مصر والجزائر في التعدين

أكدت الجزائر على أهمية استغلال الفرص الاستثمارية التي تتيحها قوانينها التشريعية الجديدة، خاصة في قطاع المحروقات والمناجم. وأشار وزير الطاقة الجزائري إلى اهتمام بلاده بجذب الاستثمارات المصرية وتوسيع التعاون المشترك لتعزيز القدرة التنافسية وتحقيق منافع اقتصادية لكلا البلدين.
من بين الأولويات المشتركة كان تعزيز مشروعات الصناعات التحويلية المتعلقة بالفوسفات وإنتاج الأسمدة، وتبادل التكنولوجيا والخبرات لتطوير قطاع التعدين وجعله أحد المحركات الرئيسة للتنمية الاقتصادية في البلدين.

مشاريع مستقبلية وشراكات استراتيجية

أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول المصري، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيدًا بأهمية الشراكات الاستراتيجية بين مصر والجزائر في المستقبل. وأشار إلى ضرورة تكثيف التعاون في مجال البنية التحتية للطاقة، وإنشاء مشروعات مشتركة تدعم التحول نحو الطاقة الخضراء، بما في ذلك محطات إنتاج الكهرباء وتحويلها.
كما توافق الوزيران على أهمية تعزيز الحوار المستمر بين فرق العمل المتخصصة وترتيب زيارات متبادلة لتعزيز التكامل.

من خلال هذه المباحثات، يشهد كلا البلدين فرصاً متزايدة لبناء شراكة استراتيجية قائمة على استغلال موارد الطاقة والتعدين، بما يدعم أهدافهما المشتركة.