لم يكن الأردنيين بعيدين في يوم من الايام منذ بدايات القرن الماضي عما يجري في فلسطين من مؤامره، كان يشترك فيها الانجليز واليهود جنباً إلى جنب للسيطرة على فلسطين وتسليمها لليهود لإقامة الوطن القومي لهم الذي وعدهم به بلفور.

**

وكان من الأحداث الهامة التي وقف فيها أهل شرقي الأردن موقف الشرفاء والأحرار مع إخوانهم في فلسطين، حوادث ثورة البراق في عام ۱۹۲۹ احتجاجاً من المسلمين على اليهود بسبب جلب الكراسي وإقامة الطقوس الدينية اليهودية حول حائط البراق ( المبكى كما يدعي اليهود ).

**

وقد كان لهذه الثورة صدى كبير لدى أهالي شرقي الأردن، وتمثل هذا التجاوب في المذكرة، التي بعثت بها اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني إلى المندوب السامي احتجاجاً على ما يحدث في فلسطين وأكدت على " أن الشعب الأردني لئن سكت اليوم على مضض، فإنه ليرقب ما تصنع السياسة غداً وكيف يقام العدل ويقتضي للمظلوم من الظالم" .

**

وعمت المظاهرات في عمان والسلط واربد في ٢٤ آب ١٩٢٩ تأييداً لعــرب فلسطين، وطلب المتظاهرون في عمان والذين أموا قصر رغدان من الأمير عبد الله أن يسمح لهم بالزحف على فلسطين انتصاراً لإخوانهم .

وعقدت الزعامات الوطنية وشيوخ العشائر اجتماعاً في قرية البارحة في ١٧ أيلول ۱۹۲۹م، وآخر في الحصن بعد اجتماع البارحة بأيام، بحثوا في هذين الاجتماعين أفضل السبل المساعدة الفلسطينيين في كفاحهم، ومن بينها إمكانية إرسال قوات مسلحة إلى فلسطين، وكذلك اقتراح بإرسال مجموعات من العصابات.

***

وقد تقرر في الاجتماع وبالإجماع جمع التبرعات النقدية لشراء الأسلحة والذخيره لإرسالها إلى فلسطين، كما كان هناك اقتراح يمنع العرب من الشراء من المخازن اليهودية، وتضمن الاجتماعان كذلك انتقاداً شديداً للسياسة البريطانية في فلسطين .

***

وقام أهل السلط بإرسال وفد يمثل وجهائهم وزعمائهم من مسلمين ومسيحيين إلى القدس للمشاركة في جلسات لجنة البراق الدولية، وابرق فريق من زعماء عمان إلى الجنة البراق الدولية اعلنوا فيها أن مسلمي شرقي الأردن لن يتساهلوا في قضية البراق وأنهم مستعدون للتضحية بالنفس والنفيس في صيانته والمحافظة عليه.