تشهد أسعار الذهب حالة من الارتداد الصاعد لتتعافى من أدنى مستوياتها التي سجلتها خلال الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية والمخاوف من انعكاسات الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها. واستفادت الأصول الآمنة من القلق المتزايد، مما ساهم في ارتفاع أسعار المعدن النفيس في الأسواق العالمية بنسبة 0.6%.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب إيجابياً بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين، إلى جانب تحركات المفوضية الأوروبية المتجهة لتطبيق إجراءات انتقامية. هذه التطورات دفعت المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن، في ظل القلق من تداعيات حرب تجارية ممتدة قد تضعف الاقتصاد العالمي.

وفي مستهل الأسبوع، سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 1.4% لتصل إلى 3015.40 دولاراً، بعد أن كانت قد لامست أدنى مستوى لها منذ منتصف مارس في الجلسات السابقة. يُشار إلى أن أعلى مستوى تاريخي للذهب بلغ 3167.57 دولاراً، ما يشير إلى احتمالية تصاعده مجدداً في ظل المتغيرات العالمية.

تأثير بيانات الأسواق على اتجاه الذهب

يترقب المتداولون هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الحاسمة والتي قد تؤثر على الأسعار المستقبلية للذهب. أبرز هذه البيانات تشمل محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى مؤشرات الأسعار التي تعكس مدى التضخم الاقتصادي. من المتوقع أن تلعب هذه المعلومات دوراً بارزاً في تحديد توجهات أسعار الفائدة، الأمر الذي يؤثر مباشرةً على استثمارات الذهب.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهد سوقها تقلبات متباينة. بينما ارتفع البلاتين بنسبة 1.3% إلى 925.35 دولاراً، تراجعت الفضة بنسبة 0.1%، وهبط البلاديوم إلى 915.80 دولاراً.

الذهب والملاذات الآمنة في أوقات الأزمات

يعتبر الذهب ملاذاً آمناً يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ومع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية، يتوقع المحللون أن يظل الذهب خياراً أساسياً للتحوّط ضد المخاطر المالية. كما أن ارتباطه الوثيق بسياسة الفيدرالي الأمريكي وتوجهات التجارة العالمية يعزز من أهميته كأصل استثماري خلال العام الحالي.