نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أميركا تستعدّ لتدشين أكبر قنصلية في أربيل... "شراكة استراتيجية" في زمن التوترات - تكنو بلس, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 06:53 صباحاً
في خطوة ديبلوماسية تحمل أبعاداً سياسية وأمنية، تستعد وزارة الخارجية الأميركية لافتتاح قنصليتها الجديدة في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، التي تُعد الأكبر على مستوى العالم، إذ تبلغ مساحتها أكثر من 200 ألف متر مربع وبلغت تكلفتها 600 مليون دولار.
ووفق المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، فإن القنصلية الجديدة تشكل "برهاناً على شراكتنا طويلة الأمد مع أربيل، والتزامنا باستقرار العراق. وهي دليل على دعم واشنطن الدائم لإقليم كردستان ودوره في تعزيز الأمن والتعاون الإقليميين". وأضافت في مؤتمر صحافي خاص بالحدث: "إن افتتاح هذه القنصلية سيعزز علاقاتنا مع إقليم كردستان، ونحن ملتزمون بالتعاون في إطار الأولويات المشتركة. فالمنشأة ستكون مركزاً رئيسياً للجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والحوكمة والسلام الإقليمي. إقليم كردستان شريك استراتيجي رئيسي في تحقيق الأهداف المشتركة، بما في ذلك مكافحة التطرف وتحقيق الاستقرار في المناطق التي مزقتها الصراعات في العراق".
ويتحدث الباحث والكاتب شفان رسول، لـ"النهار"، عن الرؤية بعيدة المدى للولايات المتحدة لمستقبل إقليم كردستان، ويقول إنّ واشنطن "تصنفه كحليف مستأمن، أي جهة تملك القوى السياسية والقواعد الاجتماعية فيها موقفاً إيجابياً من أميركا ودورها في المنطقة والعالم، وهذا أمر استثنائي بالقياس مع باقي دول المنطقة".
ويضيف أنّ "الولايات المتحدة تعتبر إقليم كردستان مركزاً للقضية الكردية، التي تشكّل ملفاً حيوياً في مختلف دول المنطقة، وذات قابلية لأن تتطور بتسارع خلال السنوات المقبلة".
ونفذت المجمع الديبلوماسي الكبير شركة EYP الأميركية، ويضم عشرات الأبنية العملاقة شمال مدينة أربيل. ومن المقرر أن يزيد كادره الوظيفي ليشمل 1000 عامل في مختلف القطاعات، ويضم المجمع أنظمة حماية أمنية خاصة للغاية، سواء في البنية التحتية أو شبكة الحماية الجوية، التي تتضمّن أنظمة دفاع متطورة لمقاومة الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيرة.
ويأتي تدشين المجمع القنصلي في وقت تسود أجواء سياسية وأمنية مشحونة بين الولايات المتحدة والعراق، سواء بسبب مطالب الولايات المتحدة من الحكومة الاتحادية العراقية بضبط وتفكيك فصائل الحشد الشعبي، وعزلها عن التأثيرات الإيرانية، أو بسبب التهديدات المباشرة التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران. وبذلك، تصبح كردستان محل تنازع سياسي وأمني بين هذه الأطراف.
وسبق أن تعرّض هذا المجمع منذ بدء تأسيسه عام 2018 لعشرات الهجمات، سواء الصاروخية من قِبل إيران، أو عبر الطائرات الموجهة التي نفذتها الفصائل العراقية التي تدور في فلك طهران. لكن الأنظمة الدفاعية المحيطة به تمكنت من التصدي لتلك الهجمات. ومع ذلك، كانت تثير رعباً بين السكان إذ يقع المجمع الديبلوماسي في منطقة مأهولة بكثافة.
ومنذ سنوات عدة، لا تقتصر نشاطات القنصلية الأميركية في إقليم كردستان على المجالين السياسي والخدمي/القنصلي فحسب، بل تتجاوزها لتكون جهة تنفيذية لعشرات المشاريع الثقافية والتنموية والتعليمية والاقتصادية والترويجية الخاصة بالولايات المتحدة، سواء في كردستان والعراق، أو في مختلف أنحاء المنطقة. كذلك كانت القنصلية الأميركية مركزاً إقليمياً لإدارة جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. فبسبب قرب إقليم كردستان من كل من سوريا وإيران، حيث لم يكن للولايات المتحدة تمثيل ديبلوماسي فيهما، كانت القنصلية الأميركية تقوم بالأعمال الخاصة بالمنطقتين.
0 تعليق