كتب - محمود كمال 

حذرت بولندا بشدة من أي تنازلات قد يقدمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لروسيا في مفاوضاته بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدة أن الاعتراف بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم أو غيرها من الأراضي الأوكرانية سيكون بمثابة خطأ تاريخي قد يعيد تشكيل الأمن الأوروبي بالكامل. 

وانتقد المسؤول البولندي البارز باول كوال مستشار رئيس الوزراء لشؤون أوكرانيا ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أي خطوات تمهّد لشرعنة الاحتلال الروسي معتبرا أن مثل هذه القرارات ستمثل تجاوزا صارخا للخط الأحمر بالنسبة لبولندا ودول وسط أوروبا. 

وشدد كوال في حواره مع فاينانشيال تايمز على الفرق بين وقف إطلاق نار مؤقت، والتسليم بطموحات الكرملين التوسعية مؤكداً أن أي اعتراف قانوني بسيطرة روسيا على دونباس أو القرم سيضرب القانون الدولي في مقتل. 

ويعتزم كوال التوجه إلى واشنطن للقاء عدد من مسؤولي الكونغرس والمبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج حاملاً رسالة واضحة: السماح لبوتين بتوسيع نفوذ روسيا الإمبريالية سيكون سابقة مخيفة ليس فقط لأوكرانيا، ولكن لأوروبا بأكملها. 

وأعادت بولندا التذكير بتاريخها المؤلم حين قُسّمت بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي في عام 1939، وحذرت من تكرار التاريخ عبر صفقات تهمش الأمن الجماعي للمنطقة. 

وانتقدت وارسو أيضا استبعاد أوروبا من أي مفاوضات محتملة يقودها ترمب مع موسكو مشيرة إلى أن أمن أوكرانيا لا يمكن فصله عن أمن وسط أوروبا ككل لا سيما في ظل الالتزامات القانونية السابقة التي تعهدت بها روسيا بما في ذلك احترام حدود أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. 

وأبدى كوال ثقته في أن ترمب، رجل الأعمال قبل أن يكون سياسيا، لن يتجاهل الفرص الاقتصادية الهائلة التي تمثلها إعادة إعمار أوكرانيا، وبالتالي لن يغامر بحرمان الشركات الأميركية من دخول هذا السوق دون ضمانات أمنية قوية.