وصل جوزيف وو، رئيس مجلس الأمن القومي التايواني، إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في زيارة تأتي بعد أيام من اختتام الصين مناوراتها الحربية حول تايوان.

ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن وو يقود وفدًا لحضور اجتماع يعرف باسم "القناة الخاصة"، وهو الأول من نوعه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، لا سيما وأن هذه القناة تُعتبر بمثابة آلية غير رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون في قضايا الأمن والدفاع.

وتأتي الزيارة في وقت حساس حيث اختتم الجيش الصيني تدريبات حربية استمرت يومين حول تايوان. شملت هذه التدريبات مناورة بالذخيرة الحية في بحر الصين الشرقي، مما يمثل تصعيدًا في التوترات العسكرية حول الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، وسبق هذه التدريبات إعلان تايوان عن رصدها لـ 45 طائرة صينية في محيط مياهها، وهو رقم قياسي منذ بداية العام، ما زاد من حالة التأهب في الجزيرة.

وفي رد فعل على هذه المناورات، استنكرت تايوان الإجراءات الصينية، وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء التصعيد العسكري في المنطقة. وتعتبر واشنطن أهم داعم دولي لتايوان، وتستمر في تزويدها بالأسلحة رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين.

ومن جهة أخرى، كانت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي على العديد من الشركاء التجاريين، بما في ذلك بعض السلع التايوانية، مصدر استياء بالنسبة لتايبيه، حيث وصفتها بأنها "غير معقولة". وبالرغم من هذه التوترات التجارية، أشار وو إلى أن دعم إدارة ترامب لتايوان في مجالات الأمن والدفاع لا يزال "قويًا للغاية"، مما يعكس تمسك الولايات المتحدة بسياسة دعم تايوان في مواجهة الضغوط الصينية.

ويُذكر أن مسألة تايوان تمثل أحد الملفات الرئيسة التي تزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وتؤثر أيضًا على قضايا متعددة مثل حقوق الإنسان، منشأ كوفيد-19، والرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. استمرار التوترات في مضيق تايوان قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات المستقبلية بين الدولتين.