في السنوات الأخيرة، بدأت الروبوتات الشبيهة بالبشر، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تشق طريقها إلى المنازل، واعدةً بأداء الأعمال المنزلية.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، تُعدّ هذه الروبوتات، المصممة لمحاكاة حركات الإنسان، جزءًا من موجة جديدة من التكنولوجيا تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على العمالة المنزلية. إحدى هذه الشركات، 1X، تقود هذا التوجه بتقديم روبوتها، Neo، الذي من المتوقع أن يُحدث ثورة في مفهوم المساعدة المنزلية.

ثورة الروبوتات الشبيهة بالبشر: خطوة أقرب إلى الواقع

في حي هادئ بمدينة ريدوود سيتي، كاليفورنيا، شهدت صحيفة نيويورك تايمز، قدرات روبوت 1X الشبيه بالبشر، Neo. صُمم نيو للقيام بالمهام اليومية، واستقبل الزوار عند الباب بمصافحة قوية ولهجة إسكندنافية، مُثبتًا أن الروبوتات الشبيهة تتجاوز الآلات البسيطة إلى آلات قادرة على التفاعل والتنقل والمساعدة بطريقة تُشبه البشر.

قام نيو بأداء مجموعة متنوعة من المهام، من فتح الثلاجة إلى صب الماء وحتى محاولة مسح أسطح المطبخ.

هذا المشروع الطموح الذي قاده بيرنت بورنيش، مؤسس ورئيس شركة 1X التنفيذي، ليس جهدًا منفردًا. فمع استثمار أكثر من 7.2 مليار دولار في الروبوتات الشبيهة بالبشر منذ عام 2015، تعمل العديد من الشركات، بما في ذلك مشروع أوبتيموس التابع لشركة تسلا بقيادة إيلون ماسك، على دمج هذه الروبوتات في كل من البيئات المنزلية والصناعية.

يعتقد المستثمرون ورواد الأعمال أن الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها في نهاية المطاف القيام بمجموعة واسعة من المهام الجسدية، من الأعمال المنزلية إلى العمل في المصانع.

التحدي التكنولوجي: من التعلم الافتراضي إلى المهام الواقعية

تتعلم الروبوتات، مثل نيو، من خلال مزيج من المحاكاة الرقمية والتدريب الواقعي. تم تدريب نيو في البداية على المشي في بيئة افتراضية، محاكيًا العالم المادي لتعليم الروبوت التوازن والحركة. ومع ذلك، فإن مهام مثل تحميل غسالة الأطباق أو طي الغسيل أكثر تعقيدًا وتتطلب بيانات من العالم الواقعي.

يتضمن نهج 1X الفريد وضع الروبوتات في منازل حقيقية لجمع بيانات قيّمة يمكن أن تساعد في صقل مهاراتها. هذا النهج القائم على البيانات، على غرار كيفية تعلم نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من كميات هائلة من البيانات النصية، يُساعد الروبوتات على تعلم مهارات جديدة من خلال تحديد أنماط المهام المنزلية.

مع ذلك، حتى في هذه المراحل المبكرة، لا تُعدّ الروبوتات الشبيهة بالبشر مثل نيو خالية من العيوب. لا يزال نيو يُعاني من أداء المهام البسيطة ويحتاج إلى تحكم عن بُعد من الفنيين لتوجيه تحركاته، مما يُبرز الفجوة بين القدرات الحالية والإمكانات المستقبلية لهذه الروبوتات.

اقرأ أيضا.. كيف سرق قراصنة كوريا الشمالية 6 مليارات دولار عملات مشفرة لتمويل البرنامج النووي

الخصوصية والعلاقة بين الإنسان والروبوت

مع بدء دخول هذه الروبوتات إلى المنازل، تُطرح أسئلة حتمية حول الخصوصية واستخدام البيانات. تُخطط شركة 1X لضمان تحكّم المستخدمين في بياناتهم، واستخدام المعلومات المُجمعة لتدريب الروبوت فقط بعد الحصول على موافقة صريحة من أصحاب المنازل.

تهدف الشركة إلى منح العملاء القدرة على التحكّم في بياناتهم، مع ضمان الاحتفاظ باللقطات ذات الصلة فقط، وحذف أي بيانات غير مرغوب فيها.

على الرغم من هذه الاحتياطات، يُثير طرح روبوتات مثل نيو مخاوف بشأن سلامتها، لا سيما في المنازل التي تضم أطفالًا صغارًا أو حيوانات أليفة.

لا يزال نيو، على الرغم من تصميمه ليشبه الإنسان، يواجه قيودًا تجعل استخدامه مُحفوفًا بالمخاطر في بيئات مُعينة. إن البنية الجسدية لهذه الروبوتات، وخاصةً قابليتها للتعطل، تُبرز الحاجة إلى التطوير المستمر لضمان تعايشها الآمن مع البشر.

مستقبل الروبوتات الشبيهة بالبشر في المنازل

في حين أن فكرة قيام الروبوتات بالمهام المنزلية قد تبدو ضربًا من الخيال العلمي، إلا أن شركات مثل 1X تُحرز تقدمًا ملحوظًا نحو تحويل هذا الحلم إلى واقع. ومع ذلك، فإن التبني الواسع النطاق سيستغرق وقتًا.

لا تزال روبوتات مثل نيو في مراحلها الأولى من التطوير، ولا تزال الأسئلة حول فائدتها العملية وتكلفتها وسلامتها دون إجابة. في الوقت الحالي، تُمضي 1X ومنافسوها قدمًا بأهداف طموحة، حيث تجمع البيانات وتُحسّن تصاميمها لجعل الروبوتات الشبيهة بالبشر ميزة شائعة في المنازل.

قال بورنيش: “نحن لا نبيع منتجًا فحسب، بل نبيع رحلة. سيكون الطريق وعرًا، لكن هذه الروبوتات ستؤدي في النهاية مهامًا مفيدة حقًا”.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط