أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية صيحة فزع، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين، خاصة في مخيمي نور شمس وجنين، نتيجة شح الموارد وتزايد أعداد النازحين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

وفي تصريح صحفي صدر الجمعة، أكدت الأونروا أن "الوضع في شمال الضفة الغربية لا يزال مقلقًا للغاية"، مشيرة إلى أن المنطقة تشهد أكبر موجة نزوح سكاني منذ حرب عام 1967.

وأوضحت الوكالة أنها تواصل العمل مع شركائها لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي للعائلات النازحة، كما قامت بتكييف بعض خدماتها لتتلاءم مع الوضع الطارئ، من خلال توفير عيادات صحية متنقلة وخدمات تعليم عبر الإنترنت للأطفال المتضررين.

ودعت الأونروا المجتمع الدولي والداعمين إلى التحرك العاجل لتقديم التبرعات والمساعدات اللازمة، بهدف ضمان تلبية الحاجات الأساسية للاجئين في مخيمي نور شمس وجنين. كما شددت على ضرورة إيجاد حلول مستدامة تُمكِّن سكان المخيمات من الخروج من دائرة الفقر والاحتياج، في ظل غياب أي أفق واضح لتحسين أوضاعهم المعيشية.

وتسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين في نزوح أكثر من 21 ألف فلسطيني من منازلهم، خاصة مع فقدانهم لمصادر دخلهم، فيما تشير التقديرات إلى أن 600 منزل دُمّر بشكل كامل في المخيم.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق، في 28 أكتوبر/تشرين الأول، بشكل نهائي على قانون يحظر أنشطة الأونروا، تلاه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني إشعار رسمي من إسرائيل إلى الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل الوكالة، ما يعني فعليًا حظر أنشطتها في الأراضي المحتلة.

ويُقدَّر عدد اللاجئين في الضفة الغربية بنحو 828 ألف شخص من بين حوالي 2.7 مليون فلسطيني، ويعيش ربعهم في 19 مخيمًا رسميًا، بينما يقيم معظمهم في المدن والقرى، وفق بيانات الأونروا المنشورة على موقعها الإلكتروني.