كتب: عبد الرحمن عطية

شهدت الأسواق الأمريكية تراجعا حادا اليوم الجمعة 4 أبريل 2025، مع تعرض أسهم شركات التكنولوجيا والطاقة والبنوك لضغوط كبيرة، وذلك على خلفية التصعيد الأخير في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

فقد أعلنت بكين عن مجموعة من الإجراءات الانتقامية القاسية ردا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار قلق المستثمرين وألقى بظلاله على مستقبل الاقتصاد العالمي.

وفرضت الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، ستدخل حيز التنفيذ في 10 أبريل الجاري، كما اتخذت خطوات أكثر حدة بفرض قيود على صادرات العناصر الأرضية النادرة، وأدرجت عددا من الشركات الأمريكية ضمن قوائم "الكيانات غير الموثوق بها"، ما يفتح الباب أمام عقوبات تجارية مباشرة قد تطال كبرى الشركات الأمريكية.

أسهم تسلا وشركات الرقائق

جاء الرد الصيني بعد أيام من فرض ترامب رسوما مماثلة على الواردات الصينية، ليرتفع التوتر إلى أعلى مستوياته منذ بدء النزاع، ويزيد من مخاوف اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع أسعار السلع والمكونات الإلكترونية، هذه الأوضاع أثرت بشكل مباشر على أسهم عمالقة التكنولوجيا، حيث انخفضت تسلا بنسبة 8%، وتراجعت أبل بنسبة 4%، نتيجة لانكشافهما الكبير على السوق الصينية.

كما تأثرت شركات صناعة الرقائق بشدة، إذ سجلت أسهم إنتل، كوالكوم، وأبلايد ماتريالز تراجعًا تراوح بين 5% إلى 8%.

وتشير التحليلات إلى أن الشركات الأمريكية، رغم سعيها لتنويع مصادر التوريد، ستواجه ارتفاعا في تكاليف الإنتاج وانخفاضا في الطلب العالمي.

وفي قطاع الطاقة، تراجعت أسهم إكسون موبيل وشيفرون بأكثر من 5%، فيما هوت شركة إس.إل.بي بنسبة 10%، وتراجعت ماراثون بتروليوم بنسبة 6%، وسط مخاوف من انخفاض الطلب على النفط وتراجع أرباح قطاع الطاقة نتيجة التوترات التجارية وتوقعات بزيادة إنتاج أوبك+.

كما واصلت أسهم البنوك نزيفها، مع تزايد التخوفات من تراجع ثقة المستهلكين وتأثر القدرة على الإقراض، في ظل بيئة اقتصادية يخيم عليها شبح الركود.