نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بالدم… - تكنو بلس, اليوم الجمعة 4 أبريل 2025 08:38 صباحاً
ليليان خوري
ما زالت أصداء مسلسل "بالدم" تتفاعل حتى بعد انتهاء عرضه.
وكأنّ تجربة "إيغل فيلمز" مع النجاح تكاد تكون المرة الأولى. أو قدرة ماغي بو غصن أن تكون الرقم الصعب في كلّ سنة رمضانية هو عمل مستجدّ.
النجاح مع جمال سنان ليس طارئاً على الساحة الفنية ولا مقدرة ماغي بو غصن شيئاً عابراً.
والتكامل المهني والإنساني مع كاتبة مسلسلات "إيغل فيلمز" نادين جابر التي أبدعت في كلّ القصص التي تناولتها بدءاً من مسلسل "للموت" في أجزائه الثلاثة ومن ثمّ "عَ أمل" وأخيراً "بالدم" أصبح ضرورة قصوى وحاجة ملحّة للنجاح المبهر الذي يحصده التعاون الدائم بينهم.
في العملين الأخيرين لم يكونا مجرّد قصّة مشوّقة ومسليّة إنّما قضية مجتمع وواقع مستشري في عالمنا، نحياه كقدرٍ محتوم ونتقبّله بصمتٍ وخجل. ومن "المحرّمات" التي نحجب النظر عنها أو الكلام.
نادين جابر كسرت حاجز الصمت، وأضاءت على العين المغلقة نور كي تظهّر حقيقة ما يجري في كواليس الحياة وبعض المجتمعات.
في مسلسل "عَ أمل" أضاءت على العنف الأسريّ الذي يتعرّض له المرء في شكلٍ عام إن كان زوجة أو أختًا أو أخاً. هذا العنف الذي يستشري بسهولة في حياتنا ويأخذ أشكالاً مختلفة تصل إلى حدّ الفلتان المستفحل.
أمّا في المسلسل الآني "بالدم" عالجت بجرأة موضوعاً معلوماً مجهولاً خصوصاً في أيام الحرب اللبنانية والتجاوزات اللاأخلاقية التي كانت تحدث في بعض المستشفيات بالتواطؤ مع بعض الجمعيات التي كانت تسهّل عملية الاتجار بالرضّع حديثي الولادة داخل البلد وخارجه لقاء مبالغ مالية طائلة. كما أضاءت على قضية الوعي لجهة التبرّع بالأعضاء للمحتاجين، وهو موضوع يجب أن يصبح قضية رأي عام نظراً لأهميته.
أسلوب جابر في السرد سلس وناعم. كما يقال "من عندياتنا" مفرداتها تشبهنا، حواراتها غير مصطنعة، لسان حالنا، كالذي يقال فيه " اللي بقلبو عَ راس لسانو"، يستمتع المشاهد والمستمع إلى الحوار "المرشوش" عليه في بعض من الكوميديا الخفيفة التي تضفي لطفاً ونعومةً على الكلام.
الملفت في كلّ سنة أن تصبح "شركة إيغلز" عنواناً منتظراً من قبل المشاهد خصوصاً أنَّ النجومية في أعمالها لا تقتصر على شخصٍ واحد بل تجد أنّ كلّ المشاركين في العمل نجوم كلٌّ في شخصية الدور الذي يلعبه. فمثلاً لا تقلّ أهمية سينتيا كرم في دور "عدلا" عن ماغي بو غصن في دور "غالية" وهذا ينسحب على بقية الممثلين.
والأجمل في كلّ ذلك، هو "تطعيم" المسلسل بنكهات طيبّة من طراز المبدعات والمقدّرات في الفنّ اللبنانيّ أمثال جوليا قصار، وإلسي فرنيني، ونجاح فاخوري، ورنده حشمي، ورفيق علي أحمد وغبريال يمين، وسماره نهرا. هذه الأسماء اللماعة التي لا تشيخ أبداً، تضفي قيمة إضافية ورقيّاً وأناقة على أيّ عمل فنّي.
وأخيراً وليس آخراً لا يكتمل النجاح إلاَّ بمعية مخرجٍ محترف كفيليب أسمر يسهم في عينيه الثاقبتين أن يبرز كلّ تفصيلٍ ويوثّق كلّ حركة أو صورة أو مشهدية بعقله وقلبه وشغفه.
نجاح مسلسل "بالدم" هذه السنة أيضاً له نكهة مميزة خصوصاً أنّه طبع ببصمة لبنانية صرف، وهذا العمل كان مطلوباً كي يستعيد المسلسل اللبنانيّ ثباته ومكانته بين أهله ومحبّيه.
0 تعليق