في اليوم العالمي لاضطراب ثنائي القطب، يتحد الجميع من أجل هدف نبيل، وهو فهم اضطراب عقلي معقد يؤثر على حياة الملايين حول العالم. هذا اليوم هو مناسبة سنوية تلقي الضوء على هذا الاضطراب، الذي يعاني بسببه الأشخاص من تقلبات مزاجية حادة تتراوح بين الابتهاج الشديد والحزن العميق.

في هذا اليوم، تتضافر جهود الأفراد والمنظمات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، لتبادل التجارب الشخصية، وتقديم الدعم المتبادل، وتوعية الجمهور بحقائق الحياة مع الاضطراب ثنائي القطب.

كما تكمن الأهمية الجوهرية لليوم العالمي للاضطراب ثنائي القطب في سعيه الحثيث إلى القضاء على وصمة العار التي تحيط بالمرض العقلي. إنه يشجع على بناء جسور من التعاطف والتفاهم، من خلال فتح قنوات للحوار الصريح والمفتوح. وفي التقري التالي، نستعرض كل ما تريد معرفته عن اضطراب ثنائي القطب، أسبابه وأعراضه، وكيف يمكن علاجه.

يمكن تعريف اضطراب ثنائي القطب بشكل مبسط وسريع، بأنه اضطراب عقلي يتسم بمجموعة من التقلبات المزاجية الحادة أو الشديدة، والتي تتراوح بين الانفعالات العاطفية المختلفة، سواء الهوس أو الهوس الخفيف، أو الشعور بالاكتئاب. هذه التقلبات المزاجية الحادة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الطاقة والنشاط والتركيز والقدرة على القيام بالعديد من المهام اليومية.

ينقسم اضطراب ثنائي القطب إلى أنواع تختلف في درجتها وشدتها، وكذلك طرق التعامل معها، إذ يجب على الطبيب تحديد النوع ليتمكن من وصف العلاج المناسب له. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أنواع اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب النوع الأول

يتميز بنوبات هوس كاملة تستمر لمدة أسبوع على الأقل، ويمكن أن تتطلب دخول المستشفى. كما يمكن أن تحدث نوبات اكتئاب أيضا، ولكنها ليست ضرورية لتشخيص النوع الأول.

اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني

يتميز هذا النوع من اضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات هوس خفيف، أي أقل حدة من الهوس الكامل، مع الشعور بنوبات اكتئاب.

اضطراب دوروية المزاج

يتميز هذا النوع بتقلبات مزاجية مستمرة، تتراوح بين الهوس الخفيف والاكتئاب الخفيف، ولكنها ليست شديدة بما يكفي لتشخيص النوع الأول أو الثاني.

من خلال تضافر الجهود الجماعية، يبعث اليوم العالمي للاضطراب ثنائي القطب برسالة أمل، ويعزز بناء مجتمع أكثر وعيا وتعاطفا مع هذه القضيةـ وأسبابها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب اضطراب ثنائي القطب؟

العوامل الوراثية

في الواقع، الأسباب الدقيقة لاضطراب ثنائي القطب غير معروفة، ولكن يمكن أن يزيد وجود تاريخ عائلي للاضطراب من خطر الإصابة به.

اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ

تلعب الناقلات العصبية دورا في تنظيم المزاج، ويمكن أن يؤدي اختلال توازنها إلى اضطراب ثنائي القطب.

العوامل البيئية

يمكن أن تؤدي الأحداث المجهدة أو الصادمة إلى تحفيز نوبات اضطراب ثنائي القطب.

في كل عام، يشهد هذا اليوم مشاركة واسعة من قبل الناشطين في مجال الصحة العقلية، والعاملين في القطاع الصحي، والأشخاص الذين يتعايشون مع الاضطراب ثنائي القطب، من أجل توضيح ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب؟ على أمل مساعدة الأشخاص على فهمه واكتشافه، سواء أعراض ثنائي القطب عند الرجال، أو أعراض ثنائي القطب عند النساء.

وفي السطور التالية، نساعدك بشكل ما في الإجابة على سؤال: كيف أعرف أني مصاب باضطراب ثنائي القطب؟

أعراض الهوس

يشعر الشخص بالسعادة المفرطة أو النشوة، وزيادة الطاقة والنشاط، مع قلة الحاجة إلى النوم، وسرعة الكلام وكثرته. بالإضافة إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز، مع اتخاذ قرارات متهورة وغير مسؤولة. إلى جانب الشعور بالعظمة أو الأهمية الذاتية المبالغ فيها.

أعراض الاكتئاب

كذلك يمكن أن يشعر الشخص بأعراض الاكتئاب، من خلال الشعور بالحزن أو اليأس، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، وقلة الطاقة والتعب. بالإضافة إلى صعوبة النوم أو النوم المفرط، وتغيرات في الشهية والوزن، مع صعوبة التركيز واتخاذ القرارات. إلى جانب الشعور بالذنب أو انعدام القيمة، وربما تراوده أفكار انتحارية.

يسلط اليوم العالمي لاضطراب ثنائي القطب الضوء على الحاجة الملحة لتوفير موارد متاحة وعلاجات فعالة، بهدف تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هو علاج اضطراب ثنائي القطب؟

الأدوية

يهدف علاج اضطراب ثنائي القطب إلى السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة، عن طريق أدوية مثل مثبتات المزاج ومضادات الذهان ومضادات الاكتئاب.

العلاج النفسي

يتمثل العلاج النفسي في بعض الإجراءات مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري، لمساعدة المرضى على التعامل مع الاضطراب.

تغييرات نمط الحياة

يمكن أن ينصح الطبيب المرضى بإجراء بعد التعديلات في نمط الحياة، مثل الحفاظ على نظام نوم منتظم، وتجنب الكحول والمخدرات، وإدارة التوتر.

يسعى أيضا اليوم العالمي للاضطراب ثنائي القطب للوصول إلى شرائح واسعة من الناس في مختلف أنحاء العالم، من أجل مساعدتهم على حماية أنفسهم من هذا الاضطراب وآثاره الجانبية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم طرق الوقاية من اضطراب ثنائي القطب.

تغييرات نمط الحياة

يمكن أن تلعب بعض التغييرات في نمط الحياة دورا مهما في الوقاية من اضطراب ثنائي القطب. وتشمل تغييرات نمط الحياة المفيدة: الحصول على قسط كاف من النوم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. بالإضافة إلى تجنب الكحول والمخدرات، وإدارة التوتر، والمحافظة أيضا على روتين يومي منتظم.

المراقبة الذاتية

يمكن أن تساعد المراقبة الذاتية الأفراد على التعرف على علامات التحذير المبكرة للنوبات. ويمكن أن تشمل علامات التحذير المبكرة: الشعور بتغيرات في النوم، أو المزاج، أو الطاقة، أو السلوك.

ومن خلال التعرف على علامات التحذير المبكرة، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات لمنع النوبات أو تقليل شدتها.

الدعم الاجتماعي

يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء ومجموعات الدعم مفيدا للأفراد الراغبين في الوقاية من اضطراب ثنائي القطب. يمكن أن يوفر الدعم الاجتماعي التشجيع والتفهم والمساعدة العملية.

في النهاية، يمكننا التأكيد على ضرورة المساهمة في زيادة الوعي بهذا الاضطراب، وتوفير أنظمة دعم أفضل للمصابين به. يساعد ذلك على بناء مجتمع يقدر الصحة النفسية، ويقدم الدعم والمساندة للأشخاص الذين يواجهون تحديات عاطفية.