نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الظلم القاتل - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 2 أبريل 2025 09:35 صباحاً
ريمون مرهج
أشدّ أنواع الظلم إيلاماً حينما يشرع أقرب الناس الى روحك وأغلى شخص على قلبك، ف أن يكون صاعقاً قاتلاً بلا رحمة يمزق عروقك ويجعلك تصرخ في صمت وتصيح في وجع تهتز له الجبال وترتعد منه الأرض. فمن طعنك بخناجر الغدر والإهمال واللامبالاة هو من أسكنته روحك واحترمته حتى القداسة وجعلت منه مصدر قوتك في هذه الحياة.
تحاول مراراً ألا تصدق هذا الواقع المرير الذي فرضه عليك بل سحقك به، فتحاول ان تعثر على مبرر له علّه يكون فعله من غير قصد، عله يكون قد سمع عنك خبراً سيئاً أرغمه على إتخاذ هذا القرار القاتل الساحق لروحك فتخفف العذاب عنك قليلاً، ولكن لهنيهة تعود زوبعة الحقيقة تعصف بفكرك لتخبرك بأن ما تصارع لأجل براءته هو جزار وسفاح لنفسك ولعمرك كله. ليس ممكناً مهما كانت الأسباب أن يحبك إنسان ويقدم على إغتيال النفس التي قدمت تضحيات جمة لأجله، وسفكت أياماً من العمر كي تبقي الإبتسامة على وجهه، وتسهر الليالي كي يهنأ بنومه وتدمي قلبك كي يغدو قوياً رائعاً في مجتمعه. انت من كنت تعده ملاكاً رفيق الدرب في هذا العالم وفجأة ينقلب عليك وينقض على أنفاسك إنقضاض الذئب على فريسته، فيمضغك بين أنيابه بأسوأ معاملة ثم يتفرج على دمائك تسيل مع لعابه فيلتهم روحك من دون أن يشعر بك أو يسمع صراخك وأنينك في اللحظات الأخيرة قبل موتك.
على دروب العمر نصادف العديد من الأشخاص الذين يغدون أعلى الأحبة والأصدقاء، يبقون معنا مدة من الزمن ثم يرحلون بهدوء من دون أن يتسببوا بأذى بالغ، بل يتركون بصمة جميلة في مسيرة حياتنا، لكن في أعماقنا وحنايا روحنا يقطن إنسان مميز بل هو توأم الروح ننسج له من أحشائنا ثوب الملاك، فيكون لنا نور الأمل والبهجة في الحياة. ونستمد منه كل إرادة صلبة للإستمرار بفرح في هذه الدنيا، فنحرص على أن نحميه ونحرسه بكل ما أوتينا من قوة كي يبقى بخير وأمان، لكن فجأة وبعد أن نكون قطعنا وعداً سرمدياً بالإتحاد والديمومة معاً، بعدما كان ما يربطنا كل ما هو مقدس يكلله حب طاهر وجداني واحترام مطلق، أتنفس من نبضات فؤاده ويتنشق السعادة من نظرات عيني، إذ به فجأة ومن دون إنذار مسبق يحكم عليك بإعدام روحك ويطلق عليك سهام المقاطعة والإبتعاد عنك، ويطعنك بخناجر اليأس وبوابل من المفردات الرخيصة التي تحطم كيانك وتجعلك تهوي في وهاد عميقة بعدما اوصلك إلى القمة.
تشعر بظلم قاتل لا تدرك سببه ولا تعلم ماهيته، والأهم أن ملاكاً في فؤادك قد إنتحر بعد إطلاق رصاصة الغدر المجهول عليك.
0 تعليق