كيف جرى تفكيك مصنع الجواسيس الروس في البرازيل؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف جرى تفكيك مصنع الجواسيس الروس في البرازيل؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 07:07 مساءً

 

 بحسب تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمس"، استخدمت روسيا لسنوات البرازيل كنقطة انطلاق لضباط استخباراتها الأكثر نخبوية. وفي عملية جريئة وواسعة النطاق، تخلّى هؤلاء الجواسيس عن ماضيهم الروسي، وأطلقوا أعمالاً تجارية، وأقاموا صداقات وعلاقات حب، وهي أحداث تراكمت على مدى سنوات لتشكّل هويات جديدة بالكامل.

 

 

لكن الهدف لم يكن التجسس على البرازيل. بل كان أن يصبحوا "برازيليين". وبمجرد أن يحصلوا على قصص حياة موثوقة، ينتقلون إلى الولايات المتحدة أو أوروبا أو الشرق الأوسط ليبدأوا مهماتهم الفعلية.

 

صورة موثقة للجواسيس

 

 

وفق التحقيق، حوّلت روسيا البرازيل فعلياً إلى خط إنتاج لعملاء استخبارات عميقي الغطاء مثل شيميريف.

 

أحدهم أسّس متجراً للمجوهرات. وآخر كان عارض أزياء أشقر بعيون زرقاء. وثالث التحق بجامعة أميركية. ورابعة حصلت على وظيفة باحثة في النرويج. وزوجان انتقلا لاحقاً إلى البرتغال.

 

على مدى ثلاث سنوات، لاحق عملاء الاستخبارات البرازيلية هؤلاء الجواسيس بصمت ومنهجية. ومن خلال عمل شرطي دقيق، تمكّنوا من اكتشاف نمط سمح لهم بتحديد هويات الجواسيس، واحدًا تلو الآخر.

 

وفقاً لوثائق ومقابلات، اكتشف العملاء ما لا يقل عن تسعة ضباط روس يعملون بهويات برازيلية. ستة منهم لم تكشف هوياتهم علناً حتى الآن. وامتدت التحقيقات إلى ثماني دول على الأقل، بمساعدة معلومات استخباراتية من الولايات المتحدة وإسرائيل وهولندا وأوروغواي وأجهزة أمنية غربية أخرى.

 

باستخدام مئات الوثائق وشهادات عشرات المسؤولين الأمنيين من ثلاث قارات، جمعت "نيويورك تايمس" تفاصيل العملية الروسية السرية في البرازيل، والجهود المضادة لإسقاطها.

 

وأوردت الصحيفة أن تفكيك مصنع التجسس التابع للكرملين لم يكن مجرد إجراء اعتيادي. بل شكّل ضربة مؤلمة لبرنامج "الغير شرعيين" التابع لروسيا. إذ ساعد جواسيس روس على إسقاط طائرة ركاب متجهة من أمستردام عام 2014، وتدخلوا في انتخابات أميركية وفرنسية، وسمموا معارضين، وخططوا لانقلابات، وفق الصحيفة.
 القرار الذي غيّر قواعد اللعبة كان غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. فقد فجّر هذا الغزو رداً عالمياً، حتى من دول مثل البرازيل التي لطالما حافظت على علاقات ودية مع موسكو.

 

وكشفت العملية البرازيلية شبكة تجسس روسية نخبوية، ووجّهت ضربة قاسية يصعب على موسكو تعويضها. تم اعتقال اثنين على الأقل، وهرب آخرون إلى روسيا.

 

في نيسان/ أبريل 2022، بعد فترة قصيرة من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، أرسلت وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) رسالة عاجلة إلى الشرطة الفيدرالية البرازيلية.


وأفادت الرسالة بأن ضابطاً تابعاً لاستخبارات الجيش الروسي وصل مؤخراً إلى هولندا للتقدّم إلى تدريب في المحكمة الجنائية الدولية في وقت بدأت فيه المحكمة التحقيق في جرائم حرب روسية في أوكرانيا. وكانت قضية هذا الضابط البداية التي فكّكت شبكة التجسس وفق الصحيفة.

 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق