بعد ترقب دام لأشهر، حسم نادي الهلال مصير نجمه وقائده سالم الدوسري، معلنًا عن تجديد عقده رسميًا. هذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء روتيني، بل كانت بمثابة بيان قوة من “الزعيم”، مؤكدةً على إستراتيجية النادي في الحفاظ على أبرز أوراقه، وموجهةً رسالة واضحة لكل من كان يطمع في خدمات “التورنيدو”.

اقرأ أيضا| مدرب صربيا يواصل تجاهل سافيتش قبل مواجهتي ألبانيا وأندورا

هذا التجديد لم يمر مرور الكرام على الساحة الرياضية، فقد أربك حسابات أربعة أندية سعودية على الأقل كانت تمني النفس بضم الدوسري. على رأس هذه الأندية كان النادي الأهلي، الغريم التقليدي، الذي كان يأمل في تعزيز صفوفه بنجم بحجم الدوسري.

ولم يقتصر الأمر على الكبار، فثمة أندية صاعدة ذات طموحات كبيرة مثل العلا، نيوم، والدرعية، كانت ترى في الدوسري إضافة نوعية لا تقدر بثمن لمشاريعها الرياضية الطموحة. لكن قرار سالم بالبقاء مع الهلال أغلق الباب أمام كل هذه المحاولات، مؤكدًا أن وفاء الأيقونات لـ”الزعيم” أمر لا يمكن التنازل عنه.

لم يكن الهدف من تجديد عقد الدوسري مجرد إبقائه ضمن صفوف الفريق فحسب، بل حقق الهلال من خلال هذه الخطوة مكاسب إستراتيجية متعددة يمكن تلخيصها في ست نقاط محورية:

تعزيز القوة الإدارية:

أثبتت إدارة الهلال قدرتها على الاحتفاظ بنجومها الكبار، مؤكدةً على أن النادي يمتلك الإمكانيات والقوة اللازمة لإقناع لاعبيه بالبقاء، بغض النظر عن حجم الإغراءات الخارجية.

استقرار على المدى القريب:

التمديد لمدة سنتين يمنح النادي واللاعب استقرارًا ضروريًا، ويجنب الفريق الدخول في مفاوضات قد تعكر صفو الأجواء قبل عام أو أقل من الآن.

تحويل الانتباه لملفات أخرى:

بحسم ملف الدوسري بنجاح، ستتمكن الإدارة والجماهير من تركيز جهودها واهتمامها على ملفات أخرى ذات أولوية، سواء كانت تدعيم صفوف الفريق بصفقات جديدة أو حسم تجديد عقود لاعبين آخرين.

إحباط محاولات التشتيت:

قطع الهلال الطريق على أي محاولات لاستغلال حالة عدم اليقين حول مستقبل اللاعب، والتي قد تنشط خلالها بعض الأطراف لإطلاق تصريحات تهدف إلى زعزعة استقرار الفريق.

الحفاظ على التفوق التنافسي:

ضمن الهلال الحفاظ على قائده وأحد أبرز رموزه، وتجنب سيناريو خسارته لمنافس مباشر، مما كان سيشكل ضربة مزدوجة تضعف الفريق وتقوي المنافس.

الإبقاء على الخبرة القيادية:

حافظ “الزعيم” على خبرة دولية هائلة ولاعب يمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، وهي خبرة لا تقدر بثمن في المباريات الكبرى التي تتطلب قيادة فنية حقيقية.

بهذا التجديد، لم يكتفِ الهلال بتأمين بقاء نجمه الأول، بل وجه رسالة حاسمة لمنافسيه، وعزز من استقراره الداخلي، وحصّن فريقه من أي محاولات قد تهدف إلى إرباك صفوفه.