هاي كورة (بقلم سيرجي كابد يفيلا – SPORT)

قصة فيرمين لوبيز هي رواية عن الإصرار، النضج، والانفجار في الوقت المناسب.

اللاعب الأندلسي الذي لم يُنظر إليه يوماً كنجم واعد في فرق لاماسيا، شق طريقه بصمت حتى أصبح أحد الأوراق الرابحة في برشلونة.

في أكاديمية تعج بالمواهب، يواجه كثير من اللاعبين خيبة أمل في نهاية مرحلتهم دون فرصة مع الفريق الأول، أمثلة مثل لامين يامال وكوبارسي تبدو استثنائية.

أما فيرمين، فلم يثبت نفسه أساسياً في لاماسيا، واضطر لمغادرتها نحو نادي ليناريس، حيث خاض “ماجستير” النضج، كروياً وذهنياً، في الدرجة الثالثة الإسبانية.ومن هناك، دعاه تشافي للمشاركة في فترة الإعداد.

لم يكن اسمه على الرادار، لكنه اقتنص الفرصة في جولة أمريكا. سرعان ما أصبح عنصراً فعّالاً في ظل أزمة اقتصادية حدّت من التعاقدات.

موسمه الأول شهد 43 مباراة، 11 هدفاً وصناعة واحدة، بمعدل مساهمة كل 162 دقيقة، وهو رقم لافت للاعب وسط شاب.

ثم جاء صيف 2024، فصل جديد تحت قيادة الألماني هانز فليك.

شارك في اليورو ثم تألق كقائد للمنتخب الأولمبي الإسباني في باريس.

رغم قصر العطلة، عاد فوراً للبارسا دون معرفة مسبقة بفليك، لكن عزيمته وحماسه جعلاه يحظى بثقة المدرب الجديد سريعاً.

نتائجه هذا الموسم كانت باهرة: 1,949 دقيقة، 8 أهداف، 9 تمريرات حاسمة، بمعدل مساهمة كل 112 دقيقة، متفوقاً على أسماء بارزة مثل فينيسيوس جونيور.اليوم، لم يعد فيرمين لاعباً تكميلياً.

بل هو مشروع نجم في تصاعد مستمر، يفرض نفسه على منظومة الفريق، ويؤكد أن الحلم لا يموت إذا اقترن بالعزيمة.