في أعماق صحراء جنوب مصر، وتحديدًا في منطقة غرب كلابشة، تحققت خطوة جريئة على طريق المستقبل الطاقوي، بعدما تمكنت شركة "ثروة للبترول" من تسجيل إنجاز لافت بإضافة احتياطيات مؤكدة جديدة تُقدّر بنحو 3.5 مليون برميل من النفط الخام. 

إستراتيجية متكاملة تستهدف تعزيز الإنتاج مع ضبط النفقات

طبقاً لـ تحيا مصر ، هذه القفزة تُعد واحدة من أبرز النتائج التي توصلت إليها الشركة خلال عام 2024، ضمن مسيرة تطوير وتوسيع نطاق أنشطتها الاستكشافية والإنتاجية.

تحسين كفاءة الطاقة وتقليص الفجوة بين الطاقة المُولدة والمستهلكة

وبينما تتجه الأنظار إلى الحلول الذكية والمستدامة في مجال الطاقة، تبرز تجربة "ثروة للبترول" كنموذج فعّال يجمع بين الإدارة الرشيدة والتطوير التقني، إذ أكد المهندس محمود عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة الشركة، أن هذه النتائج لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة إستراتيجية متكاملة تستهدف تعزيز الإنتاج مع ضبط النفقات.

وأوضح عبد الحميد أن الشركة اعتمدت على سياسة إحلال التسهيلات المؤقتة بتسهيلات إنتاج دائمة، مما أسهم في تقليل كلفة التشغيل في المناطق التابعة لها، كما ركزت الشركة على تحسين كفاءة الطاقة وتقليص الفجوة بين الطاقة المُولدة والمستهلكة، وهي خطوة مهمة في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية المتزايدة.

ومن أبرز التحولات البيئية التي خطتها الشركة، استغلال الغازات المصاحبة لعمليات الإنتاج واستخدامها كبديل عن السولار، وهذه المبادرة لم تُسهم فقط في تقليص الاعتماد على الوقود التقليدي، بل ساعدت أيضًا على الحد من الانبعاثات الكربونية، بما ينسجم مع التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل البصمة البيئية.

التزام الشركة بثقافة السلامة وإجراء الدورات التدريبية

في جانب السلامة المهنية، لم يكن الإنجاز أقل شأناً؛ فقد نجحت "ثروة للبترول" في تحقيق أكثر من 3.7 مليون ساعة عمل آمنة دون وقوع إصابات مهنية تُذكر، للعام التاسع على التوالي، ويرجع هذا الإنجاز إلى التزام الشركة بثقافة السلامة وإجراء الدورات التدريبية المستمرة والتوعية بين العاملين.

وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة، كثفت الشركة من استثماراتها في العنصر البشري عبر تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع كفاءة الموظفين وتنمية مهاراتهم، باعتبارهم المحور الحقيقي لأي تطوير مؤسسي.

الجدير بالذكر أن هذه النجاحات تأتي في إطار مساعي الدولة لدعم قطاع البترول باعتباره أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني، وتعكس إصرار الشركات الوطنية على المضي قدمًا في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

بهذا الإنجاز، تُثبت "ثروة للبترول" أن الطموح حين يُقترن بالتخطيط والابتكار، يمكنه أن يفتح أبواباً جديدة في عمق الأرض، ويضع بصمة قوية على خارطة الاقتصاد المصري.