أحمد منتش 

هل يتمكن "التيار الوطني الحر" في جزين، أكبر المدن المسيحية في جنوب لبنان، من الفوز في معركة الانتخابات البلدية والاختيارية والاحتفاظ برئاسة بلديتها التي يتربع عليها منذ سنوات عدة،  لتعويض خسارته المدوية في الانتخابات النيابية التي أجريت عام 2022، والتي فقد فيها مقاعده النيابية الثلاثة، أم أن لائحة "بلديتكن مستقبلكن" المدعومة  بقوة من "القوات اللبنانية" وتحالف العائلات في جزين وبعض القوى المسيحية والتغييرين، ستحقق الفوز وتطيح المجلس البلدي الحالي برئاسة خليل حرفوش، وبذلك يفقد "التيار" تمثيله المحلي بعد النيابي؟

سقوط  مسعى تشكيل لائحة توافقية 
قبل تشكيل لائحتين متنافستين، أجريت مساعي ساهم فيها احد كهنة الرعايا في جزين الاب طوني رحيم، والنائب السابق زياد اسود وممثلون عن "القوات" و"التيار" من أجل تشكيل لائحة توافقية لمجلس بلدية جزين (16 مقعداً) - عين مجدلين (مقعدان)، تتمثل فيها العائلات والمكونات الحزبية، غير أنها سرعان ما سقطت بعد اصطدامها بشروط ومطالب لدى الفريقين الحزبيين تتعلق بمنصب الرئيس وعدد  المرشحين لكل طرف، بعدها شرع "التيار" في تشكيل لائحة برئاسة دافيد الحلو متحالفا مع النائب السابق ابراهيم عازار. وفي حين استثنى "التيار" بعض الجهات الصحافية والاعلامية من الدعوة الى احتفال إعلان اللائحة، غاب رئيسها عن تلقي الاتصالات بغية شرح برنامج اللائحة. كذلك حاولنا الاتصال بأحد نوابه السابقين وبعثنا برسالة اليه لكننا لم نلق أي رد.

وفي اتصال بالنائب السابق زياد أسود، قال لـ"النهار": "المرشح دافيد الحلو كان مرشحي من الأساس، والتيار الوطني الحر كان رافضاً دعمه،  ولكن بعد أن فرط التوافق عاد وتبناه. حالياً لا أزال أدعم الحلو كمرشح،  لكنني اعتبر بعض المرشحين على لائحته جزءاً من الخراب الذي حصل في بلدية جزين، وأجد في اللائحتين مرشحين مؤهلين ولديهم الرغبة والقدرة على العمل، لذلك أنا مع الحلو كمرشح، ولكن ستكون لدي خيارات اخرى، خصوصاً أنني لست حليفاً للتيار وأيضاً لست حليفا للقوات".

إعلان لائحة "بلديتكن مستقبلكن" 

في احتفال إعلان اللائحة.

 إعلام "القوات" والماكينة الانتخابية للائحة "بلديتكن مستقبلكن"، أجريا أكثر من اتصال ووجها دعوة الى احتفال الاعلان عن اللائحة، الذي أقيم في مسبح "لاناي" في المدينة،  في حضور النائب سعيد الأسمر، ممثلً حزب الكتائب أنطوان متري، الدكتور كميل فريد سرحال، نديم وبهجت إدمون رزق، منسّق "القوات" في منطقة جزين المحامي جورج نجم، العمداء المتقاعدين جوزف الأسمر ونادر عون وطارق عبد الله، إضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير، وحشد من الفاعليات الجزينية والمؤيدين. 
النشيد الوطني، فكلمة عريفة الحفل الإعلامية تيا إلياس عون، ثم القى رئيس اللائحة رجل الأعمال بشارة جوزف عون كلمة تعهد فيها السعي الى تنفيذ مجموعة مشاريع في جزين وعين مجدلين، على جميع المستويات الإنمائية، الخدماتية، السياحية، الصناعية والزراعية"، مشدداً على "أن العمل البلدي خدمة ومسؤولية يجب أن تنطلق من خطة عمل حقيقية وخطط مدروسة ينفذها فريق عمل متجانس بعيداً من المحسوبيات السياسية، بهدف تحقيق الإنماء العادل والمتوازن للجميع من دون استثناء". 

رئيس اللائحة بشارة عون.

وعن ترشحه، أوضح أنه "ورث محبة هذه الأرض وتعلّقه بها من والده الراحل الذي جذّر عائلته في جزين ولم يقبل الخروج منها تحت أيّ ظرف،  كذلك نشّأني والدي على احترام كلّ رجالات جزين وشخصياتها السياسية الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها".

رئيس لائحة

وأضاف: "إنطلاقاً من معرفتي الوثيقة بأهلي في جزين وعين مجدلين الذين أشاركهم أفراحهم وأحزانهم وهمومهم اليومية كوني أعيش بينهم طوال أيام السنة، ولأنني أطمح إلى تغيير الواقع المرير الذي وصل إليه العمل البلدي في جزين، في غياب شبه تامّ لأيّ إنماء منذ أكثر من 15 عاماً، قرّرت الترشح مع فريق عمل يضمّ نخبة من شابات جزين وعين مجدلين وشبابهما وتسخير خبراتنا وإمكاناتنا في خدمة أهلنا وبلدتنا". 

وعرض سامر عون، في كلمة باسم المرشحين، الملابسات التي رافقت محاولات التوافق، متهماً الفريق الآخر بإحباطها "إنطلاقاً من مصالحهم الشخصية واعتبارات سياسية وحسابات نيابية".
ورأى "أن أمام الناخبين في جزين وعين مجدلين خيارين لا ثالث لهما: إمّا التجديد لنهج التدمير والغيبوبة وغياب الأمل وإما خيار الحياة والإصلاح الحقيقي".
كذلك القى المختار بول رزق كلمة باسم المرشحين للمجلس الاختياري.

ثم عرض فيديو تعريفي بالمرشحين الاختياريين وأعضاء المجلس البلدي.
 يذكر أن اللائحة تضم 6 مرشحات للمجلس البلدي، فيما تضم لائحة المخاتير 7 مرشحين بينهم امرأة، علماً أن لجزين 8 مقاعد اختيارية ولعين مجدلين مقعدين.