مواقف القمة الـ34 في بغداد.. مصر صوت الضمير العربي وحامية القضية الفلسطينية - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مواقف القمة الـ34 في بغداد.. مصر صوت الضمير العربي وحامية القضية الفلسطينية - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 08:53 مساءً

في العاصمة العراقية بغداد انطلقت أعمالُ القمة العربية الـ34 وسط أجواء مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية، ليحمل  المشاركون فيها أعباءَ أزماتٍ متشعبة من غزة المُحاصَرة إلى السودان المنهك، ومن لبنان المهدد بصراعات حدودية إلى سوريا التي تسعى لإعادة بناء نفسها بعد رفع العقوبات.

 اجتمع القادة العرب تحت شعار "العمل المشترك"، محاولين صياغة رؤيةٍ عربية موحدة تُعيد للأمة بريقها في ظلِّ تعقيداتٍ جيوسياسية غير مسبوقة.

استهل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الجلسةَ الافتتاحية بتشخيصٍ واقعي: "نعيش في ظروفٍ بالغة التعقيد، حيث يهدد شبحُ الحرب أمنَ المنطقة"، مؤكداً رفض العراق لـ"سياسة الإملاءات الخارجية"، وداعياً إلى حلولٍ سياسية تعتمد الحوار

ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن التزام العراق بتقديم 40 مليون دولار لدعم إعمار غزة ولبنان، مُطلقاً مبادرةً لإنشاء "الصندوق العربي لدعم التعافي ما بعد الحروب"، كمحورٍ لتنشيط العمل العربي المشترك. وعبَّر السوداني عن رؤيةٍ واضحة: "الحل الوحيد لأزمات المنطقة يبدأ بحق الفلسطيني في حياةٍ كريمة على أرضه".

الموقف المصري الأقوى في قمة بغداد 

برز الموقف المصري بقوةٍ عبر كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصف المرحلةَ الحالية بأنها "الأصعب على القضية الفلسطينية"، مُطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف "المذبحة" في غزة.

 وجَّه السيسي نداءً مباشراً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل العاجل لوقف إطلاق النار، مُشدِّداً على أن "السلام العادل في الشرق الأوسط لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية".

 كما رفض أيَّ محاولات لتشكيل حكومات موازية في السودان، ودعا إلى انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل، مؤكداً ضرورة استعادة الملاحة الطبيعية في باب المندب لضمان الأمن الاقتصادي الإقليمي.

فلسطين.. صرخةٌ ضد التهجير 

جسَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس معاناةَ شعبه بقوله: "القضية الفلسطينية تواجه خطراً وجودياً". وحذَّر من محاولات تهجير سكان غزة، داعياً إلى خطة عربية عاجلة لإنقاذ القطاع وإعادة إعماره. طالب عباس حركةَ حماس بتسليم السلاح للدخول في هدنة، وأعلن استعداد السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عام 2025، مشدداً على أن منظمة التحرير هي "الممثل الشرعي الوحيد" للفلسطينيين. كما اقترح عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل إعمار غزة، معتبراً أن دعم "الأونروا" ضرورةٌ إنسانية وأمنية.

سوريا.. العودة إلى الحضن العربي

شكَّلت كلمة وزير الخارجية السوري فتحاً دبلوماسياً، حيث أشاد بـ"الدور السعودي والتركي" في رفع العقوبات عن بلاده، واصفاً القرارَ الأمريكي بإنهاء العقوبات بـ"بداية التعافي".

وأكد أن سوريا تعمل على "بناء دستور دائم يمثل كلَّ الطيف السوري"، رافضاً أيَّ تدخل خارجي أو مشاريعَ تهدف إلى تقسيم البلاد، لتأتي التصريحات السورية متوافقةً مع مواقف عربية داعمة، مثل إعلان المغرب إعادة افتتاح سفارته في دمشق، وتأكيد العراق على "وحدة سوريا وسيادتها".

لبنان.. بين سيادة الدولة واستحقاقات السلام

أشار رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بدور العراق في دعم لبنان خلال أزمته الاقتصادية الخانقة، مؤكداً التزام بلاده بتنفيذ القرار الدولي 1701 ووقف التصعيد مع إسرائيل. لكنه حذَّر من استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، داعياً إلى ضغطٍ عربي لإجبار إسرائيل على الانسحاب. كما رفض سلام أيَّ محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم، مؤكداً دعم لبنان لعودة النازحين السوريين "بشرط توفير بيئة آمنة لهم".

السعودية والجزائر والمغرب: تحالفاتٌ من أجل الاستقرار

عبَّرت السعودية عن دعمها لـ"حصر السلاح بيد الدولة في لبنان"، ودعت إلى استثمار رفع العقوبات عن سوريا لتحقيق الاستقرار، فيما حذَّرت الجزائر من "مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية"، بينما أعلن المغرب عن إعادة فتح سفارته في دمشق، مؤكداً ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، وشدَّد الوزير المغربي ناصر بوريطة على ضعف التبادل التجاري العربي، داعياً إلى خطط تنموية مشتركة.

اليمن والسودان.. أزماتٌ تبحث عن مخارج

حذَّر الرئيس اليمني رشاد العليمي من "الميليشيات العابرة للحدود"، واصفاً الحربَ ضد الحوثيين بـ"معركة وجود". وفي السياق نفسه، أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني التزامَ حكومته بوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة، داعياً إلى دعم إعادة إعمار البلاد بعد انسحاب الميليشيات.

الأمم المتحدة والشركاء الدوليون.. دعواتٌ لوقف النزيف

أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن "العقاب الجماعي للفلسطينيين غير مبرر"، مطالباً بوقف دائم لإطلاق النار في غزة. من جانبه، اقترح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خطةً رباعية: إنهاء الكارثة الإنسانية، ضغط دولي على إسرائيل، تسوية سياسية، وتعزيز الحوار الأوروبي-العربي. فيما دعا رئيس الاتحاد الأفريقي إلى تعزيز الشراكة العربية-الإفريقية، معرباً عن أمله في عقد قمة مشتركة قريباً.

إعلان بغداد: تأكيدٌ على الثوابت

اختتمت القمة بمسودة إعلان بغداد، التي جددت التأكيد على: الحق الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس، ودعم الحل السياسي في سوريا مع الحفاظ على وحدتها، وتعزيز أمن لبنان وسيادته، ورفض أيَّ تدخل خارجي في الشؤون العربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق