كشفت تقارير صحفية عن وجود نقاشات داخل الإدارة الأمريكية تناولت خيار اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع قبيل لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض.

ونقل موقع “Middle East Eye” عن مصادر سياسية مطلعة أن بعض الأجنحة المتشددة داخل الإدارة الأمريكية طرحت هذا الخيار، ما أثار قلق حلفاء واشنطن الإقليميين، وعلى رأسهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

اغتيال الشرع كان على ضمن الخيارات

وفي شهادة لافتة أدلت بها السيناتورة الديمقراطية جين شاهين خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، قالت بحسب التقرير: “لقد أقلقني ما سمعته من شائعات داخل بعض دوائر السياسة الخارجية في الإدارة، تشير إلى أن من بين الخيارات المطروحة اغتيال القائد الجديد للحكومة السورية، أحمد الشرع.”

وأوضحت شاهين أن الملك عبد الله الثاني كان على علم بهذه النقاشات، ووجّه تحذيراً واضحاً للولايات المتحدة من المضي في هذا الخيار، محذراً من تداعيات كارثية على استقرار سوريا والمنطقة.

عبد الله الثاني يتدخل لتحذير واشنطن من اغتيال الشرع

قالت شاهين إن العاهل الأردني نبه مسؤولين أمريكيين إلى أن “تغيير القيادة بهذه الطريقة سيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا”، وهو ما وصفته بأنه سيكون “كارثة في وقت نملك فيه فرصة تاريخية لدفع سوريا نحو التقدم”.

وتعود تصريحات شاهين إلى اجتماعها بالملك عبد الله الثاني في واشنطن في مايو الماضي، ما يشير إلى أن هذه النقاشات سبقت قرار ترامب المفاجئ برفع العقوبات عن سوريا.

مسؤول أمريكي ينفي علمه بخطة اغتيال الشرع

بحسب التقرير ، فخلال الجلسة نفسها، استُجوب جويل رايبورن، مرشح ترامب لمنصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، حول تلك المزاعم، فأجاب:

“لست على علم بوجود جهود من هذا النوع، لكن من الواضح أن ذلك لا يتماشى مع نية الرئيس… ولا مع وصفه للشرع خلال اليومين الماضيين.”

ترامب يمتدح الشرع بعد لقائهما في الرياض

بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس ون”:

“شاب جذاب، رجل قوي، له ماضٍ قوي جدًا، مقاتل.”

وكان اللقاء مفاجئاً لكثير من المسؤولين الأمريكيين، خاصة أنه ترافق مع إعلان ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ عام 1979.

قرارات ترامب تُربك واشنطن

وفق التقرير فقد أثار القرار المفاجئ برفع العقوبات حالة من الإرباك داخل الإدارة الأمريكية، ووفقًا لـ”Middle East Eye”، فإن مسؤولي وزارة الخارجية كانوا، قبل أيام فقط من إعلان ترامب، يقدّمون إحاطات لنظرائهم الأجانب تؤكد أن العقوبات ستبقى قائمة.

وأكدت مصادر أمريكية حالية وسابقة أن بعض الأعضاء المتشددين في مجلس الأمن القومي حاولوا إبطاء تنفيذ قرار رفع العقوبات بهدف انتزاع تنازلات من الشرع.

وفي هذا السياق، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن بعض أعضاء إدارة ترامب يسعون إلى “تقويض” قرار الرئيس.

مطالب ترامب من الشرع

بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، فقد طالب الرئيس ترامب نظيره السوري بطرد المقاتلين الفلسطينيين والأجانب من سوريا، والالتزام بمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما ناقش معه مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ونقل البيان عن ترامب قوله:

“قلت له: آمل أن تنضم (لاتفاقات التطبيع) عندما تستقر الأمور. فأجابني: نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل للقيام به”.

نحو “اتفاقات أبراهام” جديدة؟

في مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، سُئل علي الرفاعي، مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية، عن احتمال انضمام سوريا إلى “اتفاقات أبراهام”، فأجاب: “السلام مع الجميع، دون استثناء.”

اقرأ أيضا

إغراءات اقتصادية لـ ترامب.. هل تنجح سياسة الصفقات في رفع العقوبات الأمريكية عن إيران؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط