كتب .. مصطفى محمود

توقفت الاشتباكات العنيفة التي هزّت العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وسط هدوء نسبي تخللته طلقات نارية متفرقة، وذلك بعد عملية عسكرية مفاجئة نفذتها قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية مساء الاثنين ضد مواقع جهاز "دعم الاستقرار".

وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة عبد الحميد الدبيبة عن "نجاح العملية العسكرية"، مؤكدة إصدار تعليمات بمواصلة تنفيذ الخطة الأمنية في المنطقة، بهدف ترسيخ الأمن واستعادة سلطة الدولة.

ووجه رئيس الحكومة، الدبيبة، تحية إلى وزارتي الدفاع والداخلية وقوات الجيش والشرطة، مؤكداً في بيان عبر صفحته على "فيسبوك" أن "ما تحقق يُعد إنجازاً في بسط الأمن وفرض هيبة الدولة"، في إشارة إلى القضاء على ما وصفه بـ"المجموعات غير النظامية".

ونفذت العملية وحدات أمنية وعسكرية بارزة، أبرزها اللواء 444 قتال واللواء 111 مجحفل، حيث تمكنت من السيطرة الكاملة على جميع مقار جهاز دعم الاستقرار والمواقع التابعة له في طرابلس والمناطق المحيطة، بعد ساعات من مقتل قائد الجهاز عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، في ظروف غامضة مساء الاثنين.

وشهدت العاصمة الليبية خلال العملية سقوط عدد من القتلى وتضرر عربات مسلحة تابعة للجهاز، بحسب مقاطع مصورة تم تداولها، فيما لم تُعلَن بعد أي حصيلة رسمية للخسائر البشرية أو المادية، كما لم توضح السلطات مصير منتسبي الجهاز أو مستقبله التنظيمي، خصوصاً أنه يتبع مباشرة المجلس الرئاسي وتم تأسيسه إبان حكومة الوفاق السابقة.

وبرز الككلي كواحد من أكثر قادة المليشيات نفوذاً بعد أحداث 2011، حيث فرض سيطرته على منطقة أبو سليم ومرافق مدنية بينها حديقة الحيوان المركزية التي أغلقت جراء تمركز قواته فيها، كما امتدت هيمنة جهاز دعم الاستقرار إلى مؤسسات حساسة مثل جهاز الأمن الداخلي، وديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية.

واتهمت تقارير الجهاز بمحاولة بسط سيطرته مؤخراً على الشركة القابضة للاتصالات عبر اقتحام مقرها والقبض على رئيسها التنفيذي، في خطوة فُسرت على أنها تصعيد مباشر ضد المؤسسات السيادية .