قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، إنّ "الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، كان يملك الوعي السياسي والاستراتيجي، وله عقل علمي وعملي، وقد خاض مفاوضات شاقة من أجل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين من سجون العدو الصهيوني".

وفي كلمة ألقاها في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد بدر الدين، قال قاسم: "في هذه الذكرى أعزي وأبارك لعائلته الشريفة، ولكل الشهداء في فلسطين المحتلة ولبنان الأبي واليمن السعيد والعراق المعطاء وإيران الأبية".

وأكد أن حزب الله "يريد لسوريا أن تبقى موحدة، بعيدًا عن استهداف الأقليات كما يحصل من قبل بعض الفصائل"، مستنكرًا "العدوان الإسرائيلي المتكرر عليها".

وأضاف قاسم أن "المنطقة تواجه مشروعًا إسرائيليًا منذ عام 1948، يستفيد من قوة عسكرية هائلة، وبدعم أميركي وغربي، هدفه زرع كيان استعماري توسعي في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يتراجع يومًا إلا تحت ضغط المقاومة، وسعى دائمًا إلى قضم المزيد من الأراضي نحو التوسع الكامل والشامل".

وعن معركة "طوفان الأقصى"، اعتبر قاسم أن "غزة الأبية استطاعت أن تفضح هذا الكيان الغاصب، الذي يمارس القتل الجماعي ويعدم الحياة"، مضيفًا: "يريدون إنهاء المقاومة في غزة، ولكنهم لم ولن يتمكنوا، لأن الشعب الفلسطيني شعب مقاوم وصاحب حق".

واستحضر قاسم "إسقاط اتفاق 17 أيار عام 1983"، مؤكدًا أن "المقاومة أنقذت لبنان من المخطط الإسرائيلي، وأنها خلال السنوات الماضية كانت الرادع الفعلي للعدو، ومنعته من فرض اتفاقات مذلّة أو تنفيذ مخططاته".

وقال: "نحن لا نقبل أن نكون أذلاء، بل دائمًا مرفوعي الرأس ومنصورين. نؤمن بالنصر أو الشهادة، ونلتزم بالحق وتحرير الإنسان، معتبرًا أن شهادة السيد بدر الدين كانت من أجل أن تكون المقاومة عزيزة وقوية، والمقاومة منصورة بعطاءات الشهداء ودمائهم".

وأضاف: "حين تبقى المقاومة قوية ومستمرة، ييأس العدو من قدرتنا وثباتنا، ونحقق بذلك المزيد من العزة والكرامة"، مشيرًا إلى أن "العدو الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3 آلاف مرة، ويحاول الآن إنهاء المقاومة عبر الضغوط السياسية، بعد فشله في المواجهة الميدانية".

ودعا الدولة اللبنانية إلى "موقف أقوى في مواجهة الخروقات الإسرائيلية"، قائلاً: "على الدولة أن تتحرك أكثر، فهناك مسؤولية مباشرة تقع على عاتقها".

ورفض قاسم محاولات استفراد المقاومة أو عزلها، معتبرًا أن "من يظن أنه قادر على إخراجنا من المعادلة فهو واهم"، وأضاف: "لم تنجحوا في الحرب، ولن تنجحوا بالضغوط، لا يمكن عزل أي مكون من مكونات الوطن".

وقال إن "لبنان يتجه نحو الاستقرار، لكن من يعيق هذا المسار هو العدو الإسرائيلي، متهماً من وصفهم بـ"خدام إسرائيل" بأنهم "دمّروا لبنان، ويعملون على توتير البلاد".

وختم قاسم بالتأكيد على أن حزب الله "جزء من العهد الجديد، وشريك في خيراته"، داعيًا من اتخذ مواقف سابقة إلى "العودة عنها، لبناء الوطن"، مشيرًا إلى أن الأولويات اليوم هي: "وقف العدوان والانتهاكات، إعادة الإعمار، وبناء الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا".

ووجّه رسالة إلى جمهور المقاومة، قال فيها: "أثبتت التجربة أننا أقوياء في الميدان، أنتم من تستعيدون الأرض بثباتكم، وأنتم مستقبل لبنان الواعد مع مقاومته وجيشه وشعبه".