مدينة صبيا.. بين شاعرية خفاجي وسردية الموكلي - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدينة صبيا.. بين شاعرية خفاجي وسردية الموكلي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 02:16 صباحاً

ما أجمل المدن التي يُخلدها المبدعون في إنتاجهم الإبداعي الفني، فالفن يرسم للمدينة خريطة فنية تتفوق على الخريطة الجغرافية، فالخريطة الفنية للمدن تصور تضاريس مشاعر الإنسان وترسم حدوداً عابرة للأزمان.

وكتب الأدب زاخرة بخرائط المدن التي رسمها المبدعون عبر التاريخ، فسنبقى منبهرين بخريطة هوميروس لطروادة، وخريطة نجيب محفوظ للقاهرة، وخريطة نزار قباني لدمشق، وخريطة إبراهيم خفاجي لصبيا في رائعته «مثل صبيا في الغواني ما تشوف»، هذه القصيدة التي تلقفها المطرب محمد عبده فلحنها وغناها فزاد الإبداع إبداعاً وأصبحت الأغنية رمزاً لمدينة صبيا ومنطقة جازان، وتعرف الكثير على مدينة صبيا بكونها المدينة الزاهرة في حقول الفُل والروابي الخضراء.

رسم الشاعر إبراهيم خفاجي في قصيدته خريطة فنية لصبيا من خلال رمزية الصبا والجمال للصبية التي تنشر الفل وتنقش الحناء وترسم الكحل، ورسم الكاتب عبدالرحمن موكلي في سردية كتاب هروج الفُل خريطة فنية لصبيا من خلال رمزية الصبا والجمال للصبية التي تُزهر في حقول الرديمة وتنظم عقود الفُل الجميلة. ويستمر الكاتب في رسم الصبا والجمال لمدينة صبيا من جديد في سردية كتابه الهَبَل، إذ يتناول الكتاب أغلب مدن المنطقة؛ جازان وصبيا وضمد، وصولاً إلى مكة، وتحمل سردية الكتاب تفسيراً لمسمى كل مدينة المشتق إما من دلالة لغوية أو ارتباط بآلهة وثنية، وعندما يصل الكاتب لمدينة صبيا يحرص على إبراز مسمى صبيا من الناحية الجمالية، يقول الكاتب: «أما صبيا فهي بالأصل ظبية وجرى الإبدال لحرف الظاء بالصاد فأصبحت صبية، ثم حذفت التاء وجاء بدلا منها الألف فأصبحت صبيا»، فجذر المسمى مرتبط بالجمال، فالظبية رمزية الجمال عند العرب منذ القدم في شعرهم وعند شعرائهم، بل ويحول الكاتب صبيا إلى امرأة مكتملة بجمال الأمومة في موضع آخر عندما يقول «المدن المؤنثة تشبه الأمهات، ومن هذه المدن صبيا»، فالكاتب هنا يبرز أمومة صبيا بكونها مدينة العطاء، بل ويؤكد الكاتب على عطاء أمومة صبيا فيقول: «وقد كان الناس من كل مكان يأتون لصبيا من أجل لقمة العيش، فصبيا مدينة لا تشعر فيها بالغربة، لقد كانت صبيا أم اليتامى مثلما الآلهة ناشوا عند السومريين». ويؤكد على معنى أمومة صبيا لليتامى بكونه معنى متوارثاً في ذاكرة التراث المُنشد عن صبيا، تقول إحدى المنشدات:

«يا الله بليلة لويلية

ليلة سعيدة وقدرية

يا الله بليلة على صبيا

صبيا يا وادي المرملة

وكل جايع ومعولة»

إن رمزية الصبا والجمال في وصف مدينة صبيا نابعة من رؤية إبداعية فنية التقت فيها شاعرية الشعر للشاعر إبراهيم خفاجي، وشاعرية السرد للكاتب عبدالرحمن موكلي، وقد نجحت شاعرية الشاعر والكاتب في رسم خريطة فنية لمدينة صبيا خلدتها في ذاكرة الفن والإبداع.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مدينة صبيا.. بين شاعرية خفاجي وسردية الموكلي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 02:16 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق