عدّلت شركة تويوتا موتور توقعاتها المالية بشكل كبير، مشيرةً إلى انخفاض أرباح تويوتا، أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم، نتيجةً لتأثير رسوم الرئيس ترامب الجمركية.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، بعد أن كانت تويوتا في حالة ازدهار بفضل موجة مبيعات قوية للسيارات الهجينة وتحسن في سعر الين، أصبحت توقعاتها قاتمة، حيث تتوقع انخفاضًا بنسبة الخُمس في أرباحها التشغيلية للسنة المالية المنتهية في مارس 2026.

تشير توقعات الشركة إلى خسارة 1.3 مليار دولار في الأرباح خلال شهري أبريل ومايو من هذا العام فقط، ويعزو ذلك إلى الرسوم الجمركية الجديدة.

انخفاض أرباح تويوتا: غموض في صناعة السيارات

أدت الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل، وتوسيع نطاق هذه الرسوم لتشمل قطع غيار السيارات الأسبوع الماضي، إلى اضطرابات كبيرة في صناعة السيارات العالمية.

أعرب كوجي ساتو، الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا، عن صعوبة التنبؤ بالتأثير طويل المدى، رغم قدرة الشركة على تقدير الأضرار الناجمة عن أول شهرين من الرسوم الجمركية. ويُجسّد هذا الغموض التحديات الأوسع التي تواجه شركات صناعة السيارات في تعاملها مع تعقيدات أجندة إدارة ترامب الجمركية.

وضعت الرسوم الجمركية صناعة السيارات اليابانية، التي تُعدّ حجر الزاوية في اقتصادها، في وضع حرج. وصرح كبير المبعوثين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، بأن شركة صناعة سيارات يابانية واحدة تخسر مليون دولار في الساعة بسبب الرسوم الجمركية.

رغم هذه التحديات، سارت المفاوضات بين اليابان والولايات المتحدة ببطء، حيث أشارت واشنطن إلى أن مطلب اليابان الرئيسي بالإعفاء من الرسوم الجمركية على السيارات غير مطروح للنقاش.

اقرأ أيضا.. بعد اشتباك الهند وباكستان المثير للقلق.. هل من مَخْرج؟

الأثر الاقتصادي الأوسع

يُخلّف فرض هذه الرسوم آثارًا سلبية على الاقتصاد الياباني. ونظرًا لأهمية صناعة السيارات للإنتاج الصناعي الياباني، فقد أعرب الاقتصاديون عن مخاوفهم بشأن التداعيات الاقتصادية الأوسع نطاقًا.

في الأسبوع الماضي، خفّض البنك المركزي الياباني توقعاته للنمو الاقتصادي، عازيًا ذلك إلى “المستوى غير المسبوق” للرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة.

بالنسبة لشركة تويوتا، تُشكّل الرسوم الجمركية تحديًا كبيرًا، على الرغم من اعتبار الشركة معزولة نسبيًا مقارنةً بمنافسيها. من بين 2.3 مليون سيارة تبيعها تويوتا سنويًا في الولايات المتحدة، لا تستورد سوى حوالي 500000 سيارة من اليابان.

مع ذلك، لا تزال الشركة متفائلة بشأن مبيعاتها في أمريكا الشمالية، متوقعةً زيادة قدرها 237000 وحدة خلال السنة المالية الحالية على الرغم من ضغوط الرسوم الجمركية.

التأثير العالمي على شركات صناعة السيارات

لا تقتصر تداعيات الرسوم الجمركية على شركات صناعة السيارات اليابانية فحسب. فقد خفضت شركة جنرال موتورز مؤخرًا توقعات أرباحها لعام 2025 بأكثر من 20%، مشيرةً إلى زيادات متوقعة في التكاليف قدرها 4 مليارات دولار أو أكثر هذا العام بسبب الرسوم الجمركية.

اختارت العديد من شركات صناعة السيارات الأوروبية، التي تواجه تحديات مماثلة، تعليق توقعاتها المالية لعام 2025، مُشيرةً إلى عدم القدرة على التنبؤ بآثار الرسوم الجمركية.

تُبرز معاناة تويوتا الاضطرابات الأوسع نطاقًا في صناعة السيارات العالمية، حيث تُكافح الشركات للتعامل مع آثار السياسات التجارية التي لم تستقر بعد. ومع استمرار تطور الوضع، يواجه كلٌّ من شركات صناعة السيارات والحكومات مسارًا مُعقّدًا في التعامل مع هذه التوترات التجارية المتصاعدة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط