هاي كورة- يستعد برشلونة لخوض مواجهة كلاسيكو مصيرية أمام ريال مدريد، في وقت يعيش فيه الفريق الكتالوني تداعيات الخروج المؤلم من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، اللقاء المرتقب يحمل عنوانًا واضحًا: إمّا الإنقاذ واستعادة الهيبة، أو الانهيار بعد صدمة ميلانو.

ورغم الخسارة القاسية في نصف النهائي الأوروبي، إلا أن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل داخل أسوار “كامب نو”، أولها شخصية اللاعبين، إذ قاتل الفريق حتى اللحظات الأخيرة في مواجهة إنتر، وأظهر لاعبان مثل إريك غارسيا وجيرارد مارتين روحًا قتالية عالية، كذلك، يواصل النجم الواعد لامين جمال خطف الأنظار بأدائه المذهل، حيث شكّل كابوسًا حقيقياً لدفاع الخصم، رغم صغر سنّه.

كما أن البدلاء كان لهم دور فاعل في إحياء الفريق، مع مستويات لافتة من فيران توريس وفيرمين لوبيز، في وقتٍ استعاد فيه خط الوسط توازنه مع عودة الثنائي بيدري وفرينكي دي يونغ، في ظل غياب كاسادو، أما في صراع الليغا، فلا يزال برشلونة يحتفظ بصدارة الدوري بفارق أربع نقاط، ما يمنحه هامشًا بسيطًا للتعثر دون أن يفقد الأفضلية في المواجهات المباشرة.

لكن في المقابل، لا تغيب عناصر القلق عن المشهد الكتالوني، فالبداية البطيئة باتت نمطًا متكررًا هذا الموسم، فيما أظهرت الهفوات الدفاعية، خصوصًا من أراوخو وكوبارسي، هشاشة مقلقة في الخط الخلفي، ومع وجود كيليان مبابي في هجوم ريال مدريد، تبدو الأخطاء مكلفة أكثر من أي وقتٍ مضى.

كما تعاني بعض الأسماء من تراجع في المستوى البدني والفني، مثل رافينيا الذي لم يكن حاسمًا رغم هدفه، وليفاندوفسكي الذي لا يزال بعيدًا عن أفضل نسخة له، وتضاف إلى ذلك أفضلية بدنية واضحة للريال، الذي لم يخض نصف نهائي دوري الأبطال، ما يمنحه تفوقًا في الجاهزية.

في كلاسيكو “ما بعد ميلانو”، سيكون الاختبار الأكبر نفسيًا وذهنيًا. ريال مدريد متحفّز للرد على خروجه الأوروبي، فيما يسعى برشلونة لإثبات أن مشروعه الرياضي لم ينهَر بعد ضربة سان سيرو.