أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من 7.2 مليون شخص لا يزالون نازحين داخل سوريا بعد 14 عامًا من الحرب، ويعيش معظمهم في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقوّمات الحياة مثل التدفئة والكهرباء، مما أدى إلى ارتفاع حاد في عدد إصابات الحروق الناتجة عن استخدام وسائل تدفئة غير آمنة.

وأوضحت المنظمة أن مستشفى أطمة، التابع لها في شمال غرب سوريا، يستقبل آلاف الحالات سنويًا، مشيرة إلى أنه عالج في عام 2024 فقط نحو 8,340 إصابة حروق، بمعدل 23 حالة يوميًا، معظمها ناجمة عن انفجارات بسبب استخدام الوقود في مدافئ بدائية داخل الخيم.

وأشارت إلى أن الظروف القاسية في المخيمات، خصوصًا في المناطق الجبلية مثل "أنين الساحل" و"السلاطة"، تساهم في تفاقم المأساة الإنسانية، في ظل شتاء قارس، وأمطار غزيرة، وغياب التدفئة والرعاية الصحية.

ولفتت المنظمة إلى أن التخفيضات الواسعة في التمويل الأميركي منذ مطلع عام 2025، والتي أقرتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أدّت إلى إغلاق أكثر من 150 مرفقًا صحيًا في تسع محافظات سورية، بينها 19 مستشفى و97 مركزًا للرعاية الأساسية، مما ضاعف من معاناة السكان.

وتطرّق التقرير إلى قصص ناجين مثل محمد وعليا، اللذين أصيبا بحروق خطيرة نتيجة محاولتهما إشعال المدافئ داخل الخيم باستخدام وقود الديزل، حيث خضعا لعمليات جراحية وعلاج طويل في مستشفى أطمة، وسط تحديات يومية أبرزها صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية وانعدام الخدمات الأساسية.

وشددت أطباء بلا حدود على أهمية ضمان استمرارية الدعم المالي والإنساني للمنظمات العاملة في شمال غرب سوريا، معتبرة أن تخفيض التمويل يهدد حياة الملايين ويقوّض قدرة القطاع الصحي على الاستجابة للاحتياجات الطارئة.

وأكدت المنظمة التزامها بمواصلة تقديم خدمات الجراحة والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي للنازحين، إلى جانب توفير معدات متقدمة مثل أقنعة الوجه المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لتسريع التعافي وتقليل الندوب، لكنها نبّهت إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتفادي كارثة صحية وإنسانية أوسع.