نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وسط توتر دبلوماسي.. قصة رهينين فرنسيين في إيران يطالب ماكرون بالإفراج عنهما - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 11:37 صباحاً
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، أن فرنسا «تعمل بلا هوادة» للإفراج عن «رهينتين» فرنسيتين محتجزتين في إيران منذ 3 سنوات.
تصريحات الرئيس الفرنسي جاءت على منصة «إكس»، وقال فيها «أؤكد لعائلتيهما دعمنا الثابت».

احتجاز فرنسيين واتهامات بالتجسس
تم احتجاز سيسيل كولر (أستاذة الآداب الحديثة) وشريكها جاك باري خلال زيارة سياحية إلى إيران في مايو 2022، بينما يُعتقل أوليفييه جروندو منذ العام نفسه.
وفي سبتمبر 2023، أعلنت السلطات الإيرانية انتهاء التحقيقات مع كولر وباري، مما أثار مخاوف من محاكمتهما بتهمة "التجسس"، وهي تهمة تنفيها عائلاتهما والحكومة الفرنسية.
وفي 31 يناير 2024، نظمت عائلة كولر وقفة احتجاجية أمام قصر الإليزيه بمناسبة مرور 1000 يوم على احتجازها، وطالبت ماكرون بالتدخل العاجل، فيما وصف الرئيس الفرنسي الوضع بأنه "احتجاز غير مقبول"، ما دفع إيران إلى إدانة تصريحاته ووصفها بـ"غير البناءة"، مؤكدة أن إجراءاتها القضائية "تتوافق مع القانون".

من الدبلوماسية إلى التهديد باللجوء لمحكمة العدل الدولية
تصاعدت المواجهة الدبلوماسية عندما أعلنت فرنسا في أبريل 2024 نيتها رفع شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية لانتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، والتي تمنع الدول من حرمان المعتقلين الأجانب من حق التواصل مع قنصلياتهم، وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو المواطنين من السفر إلى إيران حتى يتم الإفراج عن المعتقلين.

الاتفاق النووي والرهائن: أوراق ضغط متبادلة
تأتي أزمة الرهائن في سياق متشابك مع الملف النووي الإيراني، حيث تسعى الدول الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) إلى إحياء اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.
وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن "الكرة الآن في ملعب إيران"، محذرة من أن عدم جدية طهران في المفاوضات سيدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة فرض العقوبات.
من جهته، أبدى وزير الخارجية الإيراني حسين عامر عبد اللهيان استعداده لزيارة العواصم الأوروبية لبحث الملف النووي، لكنه لم يذكر قضية الرهائن الفرنسيين، فيما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن طهران تستخدم ملف المعتقلين الأجانب كورقة ضغط في المفاوضات، بينما تتهمها الدول الغربية بـ"أخذ الرهائن" لتحقيق مكاسب سياسية.
تأثير الحرب الأوكرانية والعلاقات مع روسيا
تعقّدت العلاقات الإيرانية- الأوروبية بسبب دعم طهران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا، حيث زودت موسكو بطائرات مسيرة استخدمت في قصف المدن الأوكرانية، كما أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية يظل مصدر قلق للغرب، مما يجعل أي تفاهم نووي مرتبطًا بحل هذه الملفات الشائكة.

ورغم التصريحات المتبادلة عن استعداد للحوار، يبقى الطريق مسدودًا أمام تقدم ملموس. فبينما تريد أوروبا ضمانات بتقييد البرنامج النووي الإيراني، ترفض طهران أي شروط إضافية قبل رفع العقوبات الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تلوح واشنطن بخيار "العمل العسكري" إذا فشلت الدبلوماسية، وفق تصريحات سابقة لترامب.
تبدو قضية الرهائن الفرنسيين جزءًا من صراع أوسع بين إيران والغرب، حيث تختلط الملفات النووية والدبلوماسية بحقوق الإنسان والأجندات الجيوسياسية. بينما تواصل فرنسا الضغط عبر القنوات القانونية والدولية، تنتظر العائلات بقلق أي تطور قد يعيد أبنائها إلى ديارهم.
0 تعليق