قرطاج القديمة كانت منفتحة على العالم

  فجأة أصبح اسم المجلة العلمية "نيتشر" على ألسنة التونسيين، والكثير من هؤلاء ليسوا من العلماء والباحثين. والسبب في هذا الاهتمام المفاجئ دراسة نشرتها هذه المجلة البريطانية وسلطت فيها الضوء على التركيبة الجينية لسكان قرطاج القديمة (816 ق.م.-146 ق.م). وغذى هذا الاهتمام مقال نشرته لاحقاً صحيفة "نيويورك تايمز" وتناولت فيه الدراسة بالتحليل. تتعلق الدراسة التي استغرق إنجازها حوالي ثماني سنوات بتحليل عينات جينية استخرجت من 210 رفات لسكان الإمبراطورية القرطاجنية القدامى في حوض البحر الأبيض المتوسط. خلاصة الدراسة أن المكونات الفينيقية قليلة جداً ضمن الموروث الجيني لسكان هذه المنطقة التي تشمل شمال أفريقيا وسردينيا وصقلية وشبه الجزيرة الإيبيرية، خلال الفترة من القرنين السادس والثاني قبل الميلاد. وتشير العينات التي فحصها الباحثون في المواقع البونية وسط وغرب حوض البحر الأبيض المتوسط إلى تنوع الإرث الجيني والاختلاط الديموغرافي في المجال الحيوي لقرطاج القديمة. وأظهرت الدراسة أن الفينيقيين لم يتدفقوا من قرطاج وإليها بأعداد كبيرة ولم يتزاوجوا فيها بكثافة. فتحت الدراسة باب الجدل على مصراعيه بخصوص هوية التونسيين نتيجة الأسئلة التي أثارتها بشأن مكانة الفينيقيين في الموروث الجيني ...