أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الأسواق العالمية تواجه حالة من التقلب في أسعار النفط، نتيجة عوامل متعددة أبرزها توقعات بوجود فائض في المعروض بسبب زيادة إنتاج تحالف “أوبك+”، بالإضافة إلى استمرار حالة الضبابية بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة للرسوم الجمركية الأمريكية.

وفي تقريرها الشهري، خفضت الإدارة توقعاتها لأسعار النفط خلال العام الجاري والعام المقبل، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لم تُجرِ أي تعديل على تقديراتها لإجمالي إنتاج النفط العالمي، مما يشير إلى تمسكها بالتقييمات السابقة لحجم المعروض من الخام في الأسواق.

ارتفاع أسعار النفط رغم المخاوف من زيادة الإمدادات

وعلى الرغم من التوقعات السلبية، شهدت أسعار النفط انتعاشًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، حيث سجلت ارتفاعًا بنحو 4%، مدعومة بعوامل عديدة من بينها مؤشرات على تحسن الطلب في كل من أوروبا والصين، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تحركات شراء نشطة بعد الهبوط الحاد في الأسعار خلال الجلسة السابقة.

فبحلول الساعة 15:12 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.37 دولار للبرميل، أي بنسبة 3.9%، ليصل السعر إلى 62.60 دولارًا للبرميل.

كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ2.42 دولار، أو ما يعادل 4.2%، ليبلغ سعر البرميل 59.55 دولارًا.

أسعار النفط تترقب تسريع أوبك+ وتيرة زيادة الإنتاج للشهر الثاني

وكانت أسعار الخام قد تراجعت يوم أمس الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2021، في أعقاب إعلان تحالف “أوبك+”، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وعددًا من الحلفاء بقيادة روسيا، عن تسريع وتيرة زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي.

هذا القرار أثار موجة من ردود الفعل في الأسواق، حيث أعاد إلى الأذهان مخاوف التخمة في المعروض، وهو ما أدى إلى ضغوط بيعية في الأسواق، قبل أن تعاود الأسعار ارتفاعها اليوم.

محللون: الأسواق تترقب تطورات التجارة والمخاطر الجيوسياسية

وفي هذا السياق، قال تاماس فارجا، المحلل في شركة “بي.في.إم” للوساطة في عقود النفط، إن الأسواق تقيّم في الوقت الحالي أثر خطوة “أوبك+” على إمدادات النفط، مؤكداً أن التركيز بات منصبًا أيضًا على التطورات التجارية العالمية، خاصة في ظل الحديث عن احتمالية التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة.

وأشار فارجا إلى أن ارتفاع “علاوة المخاطر الجيوسياسية” بات عاملاً مؤثرًا إضافيًا، مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن شنت إسرائيل ضربات ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران، ردًا على هجوم استهدف مطار بن غوريون.

الصين تعود للطلب بعد عطلة عيد العمال

من العوامل الأخرى التي ساهمت في دعم الأسعار اليوم، كان انتعاش إنفاق المستهلكين في الصين تزامنًا مع انتهاء عطلة عيد العمال التي استمرت خمسة أيام.

وأوضحت بريانكا ساتشديفا، كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا”، أن السوق الصينية عادت اليوم إلى العمل، مشيرة إلى أن “الصين، كونها أكبر مستورد للنفط عالميًا، دفعت المشترين إلى اغتنام الفرصة لشراء الخام عند المستويات المنخفضة”.

ضعف الدولار يعزز جاذبية أسعار النفط

وفي الولايات المتحدة، ساهم تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له خلال أسبوع، مقابل سلة من العملات الرئيسية، في تعزيز جاذبية النفط المقوّم بالدولار بالنسبة للمستثمرين الأجانب.

فعندما يضعف الدولار، تنخفض كلفة شراء النفط للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، وهو ما يدعم الطلب.

شركات أوروبية تسجّل نموًا إيجابيًا في نتائج الربع الأول

وفي القارة الأوروبية، أظهرت بيانات حديثة من مجموعة بورصات لندن أن نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من العام الجاري تشير إلى نمو بنسبة 0.4%، وهو ما يمثل تحسنًا لافتًا مقارنة بالتوقعات السابقة التي أشارت إلى انخفاض قدره 1.7%.

ويعد هذا النمو عاملًا إضافيًا يعزز التوقعات بارتفاع الطلب على الطاقة في القارة.

اقرأ أيضًا.. خطوة مفاجئة.. السعودية ترفع أسعار النفط لآسيا رغم زيادة إنتاج أوبك+

كازاخستان تؤكد التزامها بحصص الإنتاج رغم التجاوزات السابقة

من جانبها، أعلنت وزارة الطاقة في كازاخستان، اليوم الثلاثاء، التزامها الكامل بحصص الإنتاج التي تم الاتفاق عليها ضمن تحالف “أوبك+”.

وشددت الوزارة على استمرارها في الوفاء بجميع التزاماتها لضمان استقرار سوق الطاقة العالمية.

وتجدر الإشارة إلى أن مصادر داخل التحالف أفادت بأن كازاخستان تجاوزت حصتها المقررة عدة مرات خلال العام الماضي، ما أثار استياء بعض الأعضاء، وعلى رأسهم السعودية، التي دفعت في الاجتماع الأخير إلى تسريع وتيرة زيادة الإنتاج.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط