نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"خطوات صغيرة " في خضم اضطراب الجوار - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 02:00 مساءً
أصدرت الولايات المتحدة الأميركية قبل ايام قليلة تحديثاً لقائمة " التحذير من السفر " شملت 21 دولة لا تتمتع بافضل الاستقرار للاوضاع الامنية فيها من بينها لبنان .
ومع ان هذه التحذيرات لغالبية الدول تأتي في إطار تصاعد التوترات الأمنية العالمية وتدهور الأوضاع في مناطق تشهد نزاعات أو اضطرابات وليست جديدة في المعايير الاميركية وهو امر مفهوم، فان لبنان الذي كان او بقي جزءا من هذه القائمة والذي قام بخطوات صغيرة ( baby steps ) بحذر تقدم بها نحو النهوض من ازمته كان يود لو اتته جرعة معنويات صغيرة رغم انه لم يخرج بعد استنادا الى هذا التصنيف الى واقع ان يشكل واقعا آمنا ومضمونا حتى الان بالنسبة الى الزوار الاميركيين لا سيما ان هذا التصنيف يتصل بالاستقرار الامني في الدرجة الاولى .
مفاجآت أميركية جنوباً والعين على المخيمات... "السلاح" على الطاولة والحزب يُقيّد الحوار؟
الإصرار الأميركي على الذهاب بعيداً في التفاوض، يصطدم بالشروط الإسرائيلية المرتفعة السقف حول المنطقة العازلة جنوباً
وترجمته تفيد بان لبنان لم يحقق المطلوب بعد على هذا الصعيد وثمة جهد كبير لا يزال مطلوبا في هذا الاطار. ولا اوهام واقعيا حول ذلك في ظل استمرار الاهتزاز الامني تحت وطأة استمرار الاستهدافات الاسرائيلية لعناصر من "حزب الله" واستمرار احتلال اسرائيل خمس نقاط في جنوب لبنان فيما اعلن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان الجيش اللبناني انجز 85 في المئة من مهامه جنوب لبنان ما يترك المجال مفتوحا لانجازات اخرى مطلوبة . التعويض المعنوي اللافت المقابل والذي غطى على التصنيف الاميركي او حجبه اذا صح التعبير ، على رغم روتينيته وقد حصل تزامنا مع هذا الاجراء ولو مصادفة ، جاء باعلان الامارات العربية المتحدة رفع الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان في اشارة انفتاح ودعم تشجيعية ورسالة ثقة الى المسار الذي بدأته السلطة الجديدة في لبنان. وهذا بالغ الاهمية بالنسبة الى لبنان نظرا الى التعويل اللبناني على الانخراط في الامارات والحاجة الى الانخراط المتبادل .
في الوقت الذي تظهر السلطة عبر الاجراءات التي اتخذتها على الصعيد المالي او اجراء المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان انها عازمة على تنفيذ ما وعدت به في الدرجة الاولى وانها جدية في التزاماتها نقل البلد الى مكان اخر. واهمية الانتخابات البلدية ليس التزام مواعيدها فحسب فيما انتقد لبنان سابقا لتأجيل الاستحقاق البلدي بل اعادة بناء المؤسسات العامة لا سيما تلك التي على تماس مع اللبنانيين واعادة الثقة بها . وهذا يعني زيادة الاستثمار الداخلي في جهود الاستقرار والتعافي التي لم تكتمل بعد والحاجة الى الاسس المُلِحّة للحصول على الدعم الدولي.
الرعاية التي محضها رئيس الجمهورية على نحو مباشر لانطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية وكذلك الامر بالنسبة الى الحكومة ورئيسها توجه رسائل عن المؤشرات المشجعة على الاستقرار المتزايد وصولا في المراحل اللاحقة الى اجراء الانتخابات في الجنوب على رغم هشاشة الوضع هناك وان كان هناك تقدم احرز منذ دخول التفاهم بشأن وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024 .

اجتماع المجلس الأعلى للدفاع.
والرسالة الاهم انه وعلى عكس كل الاضطراب الذي لا يزال مستمرا في الحرب على غزة والوضع الهش والمتوتر جدا في سوريا على خلفية جملة احداث وتطورات كان اخرها ما حصل مع ابناء الطائفة الدرزية، فان لبنان يخوض مسارا عكس هذه التيارات الاقليمية الضاغطة ، وهو امر نادر وصعب الحدوث في لبنان الذي يتأثر بمحيطه الى حد كبير . اذ ان الحرائق المجاورة سهلة الانتقال الى لبنان وثمة معجزة فعلية في عبور الاضطربات المحيطة . ويسجل له كذلك في الاطار نفسه القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الاعلى بالتوجيه تحذيرات صريحة وواضحة الى حركة " حماس" في لبنان وضرورة التزام احترامها سيادة لبنان واستقراره وتسليمها مطلقي الصواريخ من الجنوب .
وهذه مؤشرات مهمة قياسا على " تجرؤ" لبنان الرسمي على القيام بذلك لا سيما ان الرسالة الرسمية ل" حماس" متعددة الابعاد وتطاول الحزب في المدى القصير والابعد فيما ان الشكوك لا تزال كبيرة فعلا حيال قدرة السلطة اللبنانية وامكاناتها والبعض يقول قرارها ايضا انطلاقا من واقع ان اللبنانيين لم يختبروا الدولة فعلا منذ ما يقارب الخمسين عاما اي منذ بدء الحرب في 1975. وكل ذلك جديد عليهم فعلا بمقياس مظلة الدولة الفعلية وليس الوهمية التي سادت خلال اعوام الحرب في الوقت الذي لا يفارقهم الخوف مما يمكن ان يطرأ ويعطل ويؤخر هذا التعافي كما حصل مرارا في السابق .
0 تعليق