رغم بدء تنفيذ ضرائب جمركية قاسية بنسبة 25% على واردات السيارات وقطع الغيار في السوق الأمريكية، استطاعت هيونداي وكيا أن تبرهنا مجددًا على قوتهما وصلابتهما في مواجهة التحديات، بتحقيق مبيعات قياسية خلال شهر أبريل 2025، في دلالة واضحة على ذكاء استراتيجيتهما وثقة العملاء المتزايدة فيهما.

قفزة استثنائية لمبيعات هيونداي توسان تتصدر المشهد

سجّلت هيونداي ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات بنسبة 19% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، بعد بيعها 81,503 سيارة خلال أبريل، وعلى رأس القائمة جاءت توسان التي بيعت منها 22,054 نسخة، ما يضعها في مصاف أكثر 10 سيارات مبيعًا في السوق الأمريكي خلال العام الجاري، بفضل تصميمها العصري واعتماديتها العالية.

إلنترا تؤكد بقاء السيدان وارتفاع صاروخي بنسبة 30%

كما حققت إلنترا قفزة لافتة في المبيعات بنسبة 30%، ما يؤكد استمرار شعبية سيارات السيدان في أمريكا، رغم المنافسة الشرسة من فئات الكروس أوفر والـSUV، ويبدو أن التصميمات المحسّنة والتجهيزات المتقدمة لعبت دورًا مهمًا في هذا الأداء المميز.

كيا تواصل التوسع موديلات قوية تحقق أرقاماً قياسية

أما كيا فقد ارتفعت مبيعاتها بنسبة 14% خلال نفس الشهر، وسجّلت أربعة من موديلاتها أعلى مبيعات في تاريخها في السوق الأمريكي، وهي كرنفال، وتيلورايد، وسبورتاج، وK4، في إشارة إلى تنوع وتوازن تشكيلتها المعروضة.

سبورتاج تتصدر وكرنفال هايبرد تقفز بالمبيعات 79%

جاءت سبورتاج في المرتبة الأولى كأكثر سيارات كيا مبيعًا، بواقع 16,178 سيارة، تلتها K4 التي سجلت 13,097 نسخة مباعة، أما المفاجأة الكبرى فكانت في أداء كرنفال، التي شهدت نموًا مذهلًا بنسبة 79% بعد طرح النسخة الهايبرد الجديدة منها، التي لاقت رواجًا واسعًا بفضل كفاءتها العالية في استهلاك الوقود وتجهيزاتها المبتكرة.

السر في الثبات رفض رفع الأسعار رغم الضرائب

من أبرز أسباب هذا النجاح هو تمسك هيونداي وكيا بعدم رفع أسعار سياراتهما رغم الضرائب المفروضة، حيث قررت العلامتان الكوريتان تحمّل التكلفة داخليًا بدلاً من تحميلها للمستهلك، وهو ما ساعد في حماية مبيعاتهما وتعزيز مكانتهما أمام العملاء الأمريكيين.

استراتيجية الإنتاج المحلي تقلل الأثر الجمركي

إضافة لذلك، فإن استثمار الشركتين في توسيع مصانع التجميع والإنتاج داخل الولايات المتحدة ساعد على تقليل الاعتماد على الواردات، ما خفّف من وطأة الضرائب على خطوط التوريد والتوزيع، ووفّر مرونة أكبر في تلبية الطلب المتزايد.

كما لعب الابتكار التقني دورًا مهمًا في ترسيخ النجاح، إذ حرصت كل من هيونداي وكيا على دمج أحدث أنظمة الأمان والمساعدة على القيادة، إلى جانب واجهات استخدام رقمية سلسة وتصميمات جريئة، مما زاد من جاذبية الطرازات المختلفة في السوق.

وعلى الرغم من البيئة الاقتصادية المتقلبة والضغوط الجمركية المتزايدة، إلا أن الأداء القوي لهيونداي وكيا يعكس تحولًا في موازين القوة داخل سوق السيارات الأمريكي، حيث أصبحت العلامات الكورية اليوم من أبرز المنافسين، بل وتتفوق على العديد من العلامات اليابانية والأمريكية في بعض الفئات.

هل تواصل هيونداي وكيا الزخم في النصف الثاني من العام؟

ومع دخول النصف الثاني من عام 2025، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هيونداي وكيا ستستمران في تحمّل الأعباء الجمركية دون التأثير على الأسعار، وهل ستظل المنافسة بنفس الحدة؟ وحتى اللحظة، يبدو أن الشركتين تمتلكان الأدوات والخطط اللازمة للحفاظ على الزخم ومواصلة الأداء القوي، مع احتمالية توسع إضافي في فئات السيارات الكهربائية والهايبرد لمواكبة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

حيث أثبتت هيونداي وكيا أن النجاح لا ينتظر الظروف المثالية، بل يُصنع بالذكاء والشجاعة والاقتراب الحقيقي من احتياجات السوق، وما تحقق في أبريل 2025 ما هو إلا دليل جديد على أن صناعة السيارات الكورية قد بلغت مرحلة النضج الكامل، وأصبحت قادرة على قيادة التغيير داخل أكبر الأسواق العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط