في تحول سياسي لافت، تصدر جورج سيميون، زعيم حزب تحالف وحدة الرومانيين اليمين المتطرف، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية المعادة، بحصوله على 40.3% من الأصوات، وفقًا للنتائج الأولية التي أعلنتها الهيئة الانتخابية المركزية. 
وجاء عمدة بوخارست المستقل، نيكوشور دان، في المركز الثاني بنسبة 20.9%، مما يمهد لمواجهة حاسمة بين الطرفين في الجولة الثانية المقررة في 18 مايو الجاري

خلفية الانتخابات الرومانية المعادة

تأتي هذه الانتخابات بعد أن ألغت المحكمة الدستورية نتائج الجولة الأولى السابقة في ديسمبر 2024، بسبب مزاعم بتدخل روسي لصالح المرشح القومي المتطرف كالين جورجيسكو، الذي تم استبعاده لاحقًا من الترشح في الانتخابات الجديدة.
وقد أدى هذا القرار إلى احتجاجات واسعة في البلاد، حيث اعتبره أنصار جورجيسكو انتهاكًا للديمقراطية

دعم شعبي متزايد لزعيم اليمين المتطرف

حقق زعيم اليمين المتطرف تقدمًا ملحوظًا في 35 من أصل 42 منطقة انتخابية، مع دعم قوي من الجاليات الرومانية في الخارج، خاصة في روسيا وصربيا وإسبانيا وإيطاليا.
ويُعرف زعيم اليمين المتطرف بمواقفه القومية المتشددة وانتقاده للاتحاد الأوروبي، وقد أشار إلى إمكانية إعادة دمج جورجيسكو في القيادة السياسية إذا تم انتخابه.

تحديات أمام نيكوشور دان

من المتوقع أن يسعى دان، المدعوم من عدة أحزاب وسطية، إلى توحيد القوى السياسية المعتدلة لمواجهة صعود اليمين المتطرف في الجولة الثانية، إلا أن المهمة تبدو صعبة في ظل الانقسامات السياسية الحالية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

تداعيات محتملة على السياسة الخارجية في رومانيا

يثير احتمال فوز زعيم اليمين المتطرف بالرئاسة قلقًا في الأوساط الأوروبية، نظرًا لمواقفه المشككة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودعمه السابق لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 
وقد يؤدي فوز زعيم اليمين المتطرف إلى تغيير في توجهات رومانيا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.

مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يترقب المراقبون ما إذا كانت القوى السياسية المعتدلة قادرة على توحيد صفوفها لمواجهة صعود اليمين المتطرف، أم أن رومانيا ستشهد تحولًا سياسيًا قد يعيد رسم خريطة تحالفاتها الإقليمية والدولية.