السياسة الخارجية الشهابية بين سفينة نوح ومركبة "تايتنِك"... الرؤية والرويّة في الإبحار الآمن - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياسة الخارجية الشهابية بين سفينة نوح ومركبة "تايتنِك"... الرؤية والرويّة في الإبحار الآمن - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 10:53 صباحاً

 جبران صوفان (*)

شرّفتني مؤسّسة الرئيس فؤاد شهاب بدعوتها لي للمشاركة في ندوة بعنوان "التجربة الشهابية، دروس  وعِبر  في السياسة الخارجية". ولا أخفي أنه بين البعد اللبناني المعقّد والرؤية الشهابية المفعمة بالحيوية يتعذر اختصار تلك التجربة بكلمات معدودة،  بخاصة وأنها انطوت آنذاك على الماضي والحاضر والمستقبل  في آن  كمراحل مترابطة في خط الزمن خلافاً لعرفنا بأنها قابلة للتجزئة. ومثل إنسان ابن خلدون، تتفاعل السياسة الخارجية الشهابية مع البيئة بل هي هندستها العقلانية.  وغالباً ما تلازم  أحداثها  سيرة الرئيس شهاب، كما أشير في هذه المقدّمة، التي هي برأيي حيثيات أساسية في سياسته الخارجية والتي سأتناولها موسّعة في بحثي المرفق ، مع استخلاص الدروس المفيدة للبنان لدى مقاربة مشاكل المنطقة  والعالم.

على غرار القطار الذي يستخدم سكّتين حديديّتين مثبّتتين في الأرض، سيقتضي إرساء السياسة الخارجية منذ عهد الاستقلال الأول على الكيان اللبناني  المدعّم بالميثاق الوطني  لعام ١٩٤٣ من جهة،  والذي هو  برأيي مجموعة" كيانات " طموحة إلى حدّ التناحر  والتقاتل، وعلى واقع  المنطقة المضطربة من جهة أخرى التي طالما بدا الاستقرار فيها أشبه بقيلولة. ونظراً لطبيعته، أملى الميثاق موجبات بديهية أهمها إنهاء الجنوح إلى الوحدة العربية  أوالحماية الغربية، والإحجام عمّا يخلّ بالتوازنات الدقيقة وما يعطّل الانسجام ومسيرة الدولة، فجعل لبنان في موقع المحايد. منذ أواسط خمسينات القرن الماضي ، بدأت  بتقديري سياسة لبنان الخارجية تحيد تدريجياً عن روح الميثاق بانشطار داخلي نتيجة إلتقاطها "إشعاعات" المنطقة.

وعلى خلفية تناحر "الكيانات" واختلال التوازنات ، سيتعيّن على الرئيس فؤاد شهاب المنتخب في ٣١ تموز ١٩٥٨ حكم لبنان بالمحافظة على ميثاق أشبه بالفراشة ومثل جناحيها سريع العطب ولم يرتقِ إلى  صلابة النسور للتحليق دون الانهيار أمام الأعاصير. وحرصاً على الوسط الميثاقي ويقيناً منه لحسّاسيات المكوّنات الداخلية، نأى الرئيس بلبنان عن المحاور متّبعاً سياسة الحياد الإيجابي. 

 وبالرغم من إنقضاء ستة عقود على ولاية الرئيس شهاب ، لا تزال التجربة الشهابية نهجاً مؤسّسياً وإصلاحياً رائداً لواقع لبناني شائك قلّما تغيّر، إذ لا يزال الصراع قائماً بين عوامل التفرقة  وبين عناصر الوحدة الوطنيّة في الكيان اللبناني. إنه المركبة التي تحمل اللبنانيين،  وعلى وقع الطموحات الداخلية الجامحة والأعاصير الخارجية تتحرّك إما لتعوم كسفينة نوح أو لتغرق مثل "تايتنِك". 

يبدو لي لبنان اليوم أمام مسار طويل وشاق للتعافي من أزمات داخلية حادة ومن الهزّات الارتدادية  العسكرية في المنطقة . وبوجود العوامل  التفجيرية في الداخل والخارج و"الزواريب الحزبية والطائفية والمذهبية" التي تنبّه إليها ونبّه منها رئيس الجمهورية ، ربّ سائل كيف تتصرّف الدبلوماسية الشهابية في هكذا حال؟ آمل أن  يوفّر بحثي بعض الأجوبة الشافية.

للإطلاع على البحث كاملاً إضغط هنا

(*) سفير لبنان لدى الأمم المتحدة سابقاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق