في فلسفة الطب الصيني، يُعتقد أن جسم المرأة يمرّ بتغيّرات جوهرية كل سبع سنوات، ما يتطلّب تعديلاً في النظام الغذائي ليتماشى مع هذه المراحل. ورغم أن هذا التقسيم الزمني ليس مثبتًا علمياً، فإن المؤكد أن احتياجات الإنسان الغذائية تتغيّر مع تقدّمه في العمر، سواء كان رجلاً أو امرأة. فمثلاً، ما يناسب الجسم في العشرينات قد لا يكون ملائماً في السبعينات، سواء من حيث نوعية الطعام أو كميته.

توضح اختصاصية التغذية نغم طنوس في حديث لـ"النهار"، أن الجسم يحتاج في جميع المراحل إلى الفيتامينات، المعادن، السعرات الحرارية، والألياف، لكن تختلف الكميات تبعاً لمستوى الأيض، النشاط البدني، التغيرات الهرمونية، والحالة الصحية. وتضيف أنّه لا وجود لدليل علمي يدعم تغيّر الاحتياجات الغذائية كل سبع سنوات، بل يتم تصنيف الفئات العمرية وفق مراحل طبية محددة:
- من الولادة حتى العام الأول
- من 1 إلى 8 سنوات (طفولة)
- من 9 إلى 18 (مراهقة)
- من 18 إلى 50 (رشد)
- من 50 إلى 65 (ما قبل الكِبر)
- من 65 وما فوق (كِبر السن)

تتبدل الحاجات الغذائية مع العمر. فالرضيع ممنوع من العسل وحليب البقر، ويفضّل تجنب السكر والملح والأطعمة القاسية. أما الأطفال والمراهقون، فيُنصحون بالابتعاد عن السكر، الأطعمة المصنّعة، الكافيين، والمشروبات الغازية. وبالنسبة للراشدين، يُفضل التركيز على النشويات الكاملة وتجنّب الكحول والطعام المقلي.

بعد الخمسين، تقلّ الشهية عادة، لذا يجب اختيار أطعمة مغذية وسهلة الهضم، مع تقليل الألياف إن صعُب على الجهاز الهضمي التعامل معها. كذلك، تزداد الحاجة إلى الكالسيوم والفيتامين "د" لصحة العظام، والفيتامين "ب12" الذي يقلّ امتصاصه مع التقدم في السن، مما يستدعي مكملات غذائية. وتزداد الحاجة إلى البروتين أيضاً، من 0.8 غرام لكل كغ في سن الرشد إلى 1.2 غرام بعد الخمسين.

كما تختلف الحاجة إلى الحديد بحسب المرحلة: فالمراهقات يحتجن إلى 15 ملغ يومياً خلال الدورة الشهرية، مقارنة بـ7-10 ملغ في الطفولة، و18 ملغ في سن الرشد، ثم تنخفض إلى 8 ملغ بعد انقطاع الطمث.

بشكل عام، النظام الغذائي الصحي يناسب جميع الأعمار، ويتكوّن من الدهون الجيدة (كالمكسرات، زيت الزيتون، الأسماك)، النشويات المركبة (مثل الشوفان والأرز الكامل)، والبروتينات من مصادر نباتية أو حيوانية. فيما يُنصح بتجنّب السكر، الأطعمة المقلية والمصنّعة، والملح الزائد في كل المراحل العمرية.