نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حجارة معمل الحرير في عندقت تنطق قريباً... متحف تراثي بأرضية زجاجية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 09:22 صباحاً
على رغم انشغال اللبنانيين عموماً والعكاريين خصوصاً بالاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، فإن الحركة السياحية الداخلية - وقريباً للمغتربين والسياح العرب المتوقع توافدهم على لبنان على أبواب الصيف - مستمرة على أكثر من صعيد وتتركز في عكار على روعة طبيعتها وما تكتنز من معالم أثرية وتراثية.
ما بقي من مدخنة المعمل.
يعتبر معمل الحرير وسط بلدة عندقت العكارية شمال لبنان، أو ما تبقى منه، من المعالم الأثرية والتراثية المهمة، ذلك انه شكل في زمن معين رافعة زراعية - اقتصادية مهمة جداً ليس لأبناء البلدة فحسب بل أيضاً لأهالي القرى والبلدات المجاورة، حيث نشطت زراعة التوت وتربية دود القز وصناعة الحرير. هذه الصناعة التي أحدثت ثورة اقتصادية زراعية، نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، فتحت الباب واسعاً على آفاق جديدة إذ كان القسم الاكبر من انتاج الحرير العكاري يتمتع بجودة عالية ويصدّر الى فرنسا.
بُني هذا المعمل عام 1895 على يد إبراهيم بك فرعون. ونظراً إلى أهمية مهنة صناعة الحرير في المنطقة، كان هذا المعمل من أهم المعامل الى حانب معملين آخرين قريبين منه، أحدهما على طريق عندقت - عيدمون وهو مبني من حجر البازيلت الاسود .
اما المعمل الثاني فهو معمل الحرير في بلدة القبيات الذي أعيد ترميمه وتأهيله حديثاً أيضاً، وهو مبني من الحجر الأسمر المقصوب.
والقاسم المشترك للمعامل الثلاثة حضور عائلة كاسيني الايطالية التي نشطت في تطوير زراعة التوت وصناعة الحرير وتجارته بداية القرن التاسع عشر.

حجارة ناطقة.
وهذا المعمل المِعلم بات اليوم في عهدة جمعية "تدبير" التي أطلقت أخيراً ورشة عمل لكشف معالمه ولتبيان أساسات بنائه الذي فقد معظم حجارته ولم يبق منه إلا مدخنته الحجرية الشامخة، والتي بالامكان رؤيتها من مختلف أرجاء البلدة الرابضة على كتف وادي عودين الرائع بغاباته المترامية الى أقصى شمال محافظة عكار والغني بالمواقع الاثرية والدينية.
جمعية "تدبير"
مؤسس جمعية "تدبير" ورئيسها طاني حنا يوضح لـ"النهار" أن الورشة القائمة حالياً تأتي "في إطار مشروع متكامل تسعى الجمعية الى تطويره وتنفيذه تباعاً بالتعاون مع مهندسين متخصصين لتحويله الى متحف اثري وتراثي مفتوح أمام السياح والزوار".
يقول: "ثمة تصور وأفكار كثيرة مطروحة للبحث، منها: إنشاء متحف مقفل بأرضية زجاجية لتبيان كل ما كانت عليه أساسات هذا المعمل التراثي القديم وإضفاء مشهدية جمالية خاصة عليه" .
ويضيف: "إن ورشة الترميم الخاصة لأساسات هذه المعمل والحجارة المتبقية منه ومدخنته الحجرية التي لا تزال قائمة، تجري بشكل علمي ومدروس بما يخدم مشاريع تطوير السياحة البيئية والتراثية التي نهتم بها في البلدة، وهي باتت رائجة وروادها والمهتمون بها كثر في العديد من القرى والبلدات العكارية الغنية كبلدة عندقت بآثارها المنسية وتراثها المعماري القديم واديرتها ومساجدها الاثرية القديمة".

موقع الحديقة.
ويلفت الى "أن الخطة التي نطمح الى تحقيقها أن تتحول أطلال معمل الحرير الى مرفق أثري تراثي وسياحي عام يشكل مقصداً حيوياً لزوار البلدة والسياح" .
ويكشف "أن ثمة اقتراحات عديدة قيد الدرس من مهندسين متخصصين، ومنها اقامة متحف دائم لعرض اللقى الاثرية والمقتنيات التراثية والمعدات الزراعية القديمة، اضافة الى معرض خاص للصور القديمة التي تحكي تاريخ هذه البلدة وحياة أهلها على مختلف الصع، خصوصاً أن "تدبير" تعمل الآن بالتوازي على انشاء حديقة عصرية عمومية على مساحة حوالى ستة آلاف متر مربع، وهي الاولى بهذا الحجم والتجهيزات على مستوى المحافظة، وتتضمن ممرات للمشاة وحدائق وملاعب متعددة ومفتوحة لتشكل فسحة حياة وتواصل أمام أبناء البلدة وزوارها ".

آثار دير مار سابا في وادي عودين.
ويرى "أن من شأن الحديقة ومعمل الحرير إحداث نقلة نوعية في مسار السياحة البيئية المفتوحة، الى جانب ما يشكله وادي عودين وغاباته الجميلة وكنوزه الاثرية والتراثية التي باتت وجهة لكل الناشطين البيئين من لبنان والعالم، ويزوره الالاف سنوياً ويمشون على دروبه القديمة ويستمتعون باكتشاف المعالم الاثرية في هذا الوادي الجميل، ومنها:
- المغاور المدفنية القديمة الشبيهة الى حد كبير بتلك التي عثر عليها أواخر العام الماضي عند المدخل الغربي لبلدة الحاكور الى الجهة الجنوبية لتل عرقة الاثري، والتي وضعت مديرية الآثار يدها على موجوداتها وقيل إنها على قدر كبير من الاهمية.
- آثار مزار مار سابا التي تمتد على مساحة كبيرة تحتوي على آثار مبنى قديم بقي منه جزء من قبو، إضافة الى حجارة كبيرة منحوتة وحجر معصرة وبقايا فرن تنور مبني من الحجارة وقطع الفخار،و مغارة مدفنية من الصخر حفر فيها عدد من النواويس في كل الاتجاهات ووفق نمط معروف في الحقبة الرومانية - البيزنطية. علماً أن هذه المغارة تعرضت سابقاً لتنقيب غير شرعي.
- موقع مار الياس ويضم مغارة طبيعية تكونت فيها الترسبات المائية (Stalactites).
- موقع مار اليان المؤلف من بقايا بناء من الحجر الصخري يعود ربما الى دير، وهو يحتاج الى درس بقايا الانشاءات ورسمها، وعليه يجب تكليف فريق متخصص أيضاً القيام بهذا العمل وإجراء بحث في تاريخ الدير، بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار".
0 تعليق