هل المطارات الكبيرة تُصيب المسافرين بالتوتر؟ علم النفس يجيب - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل المطارات الكبيرة تُصيب المسافرين بالتوتر؟ علم النفس يجيب - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 09:03 صباحاً

تمثل تجربة السفر بالنسبة للكثيرين فرصة للترفيه والتجديد، لكن الوصول إلى المطار، خاصة إذا كان من المطارات الكبيرة والمزدحمة، يمكن أن يحوّل هذه التجربة إلى مصدر للضغط النفسي والتوتر. فبين طوابير الأمن الطويلة، اللوحات الإلكترونية المزدحمة بالمعلومات، والبحث عن البوابة الصحيحة، يشعر عدد كبير من المسافرين بالارتباك والقلق. ومع تزايد حجم المطارات واتساع مساحاتها لتستوعب ملايين الركاب سنويًا، بدأت الدراسات النفسية تسلط الضوء على التأثيرات العاطفية والسلوكية لهذه البيئات على الأفراد. فهل حقًا تُسبب المطارات الكبيرة توترًا نفسيًا؟ وماذا يقول علم النفس عن هذه الظاهرة؟

البيئات المزدحمة والضغوط الحسية

تشير الدراسات النفسية إلى أن البيئات المكتظة مثل المطارات الكبيرة تُحفّز استجابة "القتال أو الفرار" في الدماغ، وهي استجابة فطرية تُفعّل في حالات الضغط أو الخطر. فالإضاءة القوية، الضوضاء المستمرة، رائحة الوقود، وصوت النداءات المتكررة تشكّل عبئًا حسّيًا متواصلًا على الجهاز العصبي. 

في هذه البيئات، تزداد إفرازات هرمون الكورتيزول – المعروف بهرمون التوتر – وهو ما يُفسر شعور البعض بالإرهاق أو الانزعاج حتى قبل أن يبدأوا رحلتهم. ويُضاف إلى ذلك الإحساس بالوقت الضيق، والخوف من فقدان الرحلة، أو الخطأ في الإجراءات، مما يفاقم المشاعر السلبية ويؤثر على الحالة النفسية العامة.

فقدان السيطرة والشعور باللايقين

من أبرز العوامل النفسية التي تسهم في ارتفاع التوتر داخل المطارات الكبيرة هو شعور المسافر بفقدان السيطرة. فبين التنقل في ممرات غير مألوفة، والاعتماد على التعليمات الرقمية أو الصوتية بلغة مختلفة، والتعامل مع الإجراءات الأمنية والجمركية، يصبح المسافر في وضع يتطلب منه اتخاذ قرارات متسارعة في بيئة غير مألوفة. 

هذا الإحساس بعدم اليقين يُعد من أهم مسببات القلق بحسب علم النفس، خاصة إذا ترافق مع ضغوط زمنية أو رحلات متصلة. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لا يسافرون بشكل متكرر يكونون أكثر عرضة للتأثر بهذه العوامل، مقارنةً بمن لديهم خبرة مسبقة بالتنقل في المطارات.

التصميم المعماري والمرافق وتأثيرها على السلوك

يلعب تصميم المطار دورًا محوريًا في تعزيز أو تقليل الشعور بالتوتر. فالمطارات التي تعتمد على تنظيم بصري واضح، ولوحات إرشادية سهلة الفهم، ومساحات مفتوحة جيدة التهوية، تُساعد على تقليل مستوى القلق لدى المسافرين. كما أن وجود مناطق للراحة، ومساحات مخصصة للأطفال، وغرف للصلاة أو التأمل، تعزز من الإحساس بالطمأنينة. علم النفس البيئي يسلط الضوء على أهمية الألوان، الإضاءة، وتوزيع المساحات في التأثير على المزاج العام. فالمطارات التي تدمج العناصر الطبيعية مثل الضوء الطبيعي، النباتات الداخلية، أو حتى الأعمال الفنية، تساعد المسافرين على الشعور بالارتباط والهدوء، حتى في أكثر الأوقات ازدحامًا.

يُمكن القول إن المطارات الكبيرة، رغم أنها تمثل رموزًا للتقدم والاتصال العالمي، إلا أنها قد تتحول إلى بيئة مرهقة نفسيًا بالنسبة للعديد من المسافرين. لكن فهم أسباب هذا التوتر من منظور علم النفس يمكن أن يساعد في إيجاد حلول عملية، سواء من خلال تحسين تصميم المرافق أو تقديم دعم نفسي بسيط للمسافرين. ولتخفيف التوتر، ينصح الخبراء بالاستعداد المبكر، الوصول بوقت كافٍ، واستخدام تقنيات التنفس والاسترخاء. فبعض التعديلات البسيطة في سلوكياتنا أو في بيئة المطار نفسها قد تكون كفيلة بتحويل تجربة السفر إلى لحظة ممتعة بدلًا من مصدر للضغط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق