"لعنة" ترامب تابع... هزيمة قاسية لليمين الأسترالي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"لعنة" ترامب تابع... هزيمة قاسية لليمين الأسترالي - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 08:43 صباحاً

لم يَطُل الأمر كثيراً. يوم الاثنين، خسر المحافظ الكنديّ بيار بوالييفر أمام منافسه الليبراليّ مارك كارني في الانتخابات التشريعيّة المبكرة. كان اليمين الكنديّ، بحسب تقرير "النهار" يوم الثلاثاء، الضحيّة الأولى لليمين الأميركيّ بقيادة الرئيس دونالد ترامب. يوم السبت، تبيّن أنّ اليمين الأستراليّ بقيادة بيتر داتون كان الضحيّة الثانية.

 

بدا بوالييفر ترامبيّاً في الأداء على الأقل، ووجد صعوبة في فصل تيّاره عن سياسات الرئيس الأميركيّ في الوقت المناسب، فظلّ يحصر برنامجه الانتخابيّ إلى حدّ كبير في تعداد سلبيّات سياسة رئيس الوزراء الكنديّ السابق جاستن ترودو. بالمقابل، كان داتون ترامبيّاً في الشكل والمضمون إلى حدّ كبير. على سبيل المثال، أعلن "التحالف الليبراليّ الوطنيّ" المحافظ بقيادته أنه عيّن السيناتورة جاسينتا برايس وزيرة ظلّ لشؤون الكفاءة الحكوميّة، وهو استنساخ علنيّ للتجربة الجدليّة التي قادها الملياردير إيلون ماسك في إدارة الكفاءة الحكوميّة الأميركيّة. وكما مع ماسك، طالب داتون بحضور جميع الموظفين إلى مراكز العمل، قبل أن يغيّر رأيه لاحقاً إذ قالت الحكومة "العمّاليّة" إنّ هذا الطلب يضرّ بالمرأة الأستراليّة على وجه الخصوص. وتخوّف الأستراليون أيضاً من محاولة خفض المعارضة حجم القوة العاملة في الحكومة الاتّحاديّة.

 

وحين حاول داتون التراجع عن ربط نفسه بتصوّرات ترامب بعد المشادّة الكلاميّة الشهيرة مع الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، كان الوقت قد فات للتصحيح، فوصفه "العمّال" بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بأنّه "انتقائيّ" و"متردّد".

 

تصدّر لائحة المخاوف

في استطلاع للرأي أجري بين 24 و28 نيسان/أبريل، قال 48 في المئة من الأستراليّين إنّ اللايقين الذي أطلقه ترامب هو واحد من أبرز خمسة مخاوف لديهم. وفي استطلاع لـ "يوغوف" شهر حزيران/يونيو الماضي، قال 39 في المئة من الأستراليّين إنّهم بحاجة إلى المزيد من الاستقلاليّة الأمنيّة عن الولايات المتحدة. في نيسان، ارتفع الرقم إلى 66 في المئة. وقال 71 في المئة إنّ وضعهم الماليّ سيكون أسوأ في ولاية ترامب.

 

مدير البيانات العامة في "يوغوف" بول سميث وصف تفضيل الاستقلاليّة بأنّه "تغييرٌ جوهريّ في النظرة العالميّة" لدى الأستراليّين. على سبيل المثال، يمكن فهم ذلك بشكل كبير من خلال ما حدث قبل نحو أربعة أعوام.

 

حين تخلّت أستراليا عن صفقة الغوّاصات الفرنسيّة في بداية ولاية بايدن لمصلحة صفقة أخرى مع الولايات المتحدة، قال البعض إنّ المسؤولين الأستراليّين فضّلوا التعامل مع "اليقين" في واشنطن عوضاً عن "الغموض" في السياسات الباريسيّة. تأكّد هذا الأمر على نطاق واسع لاحقاً، مع التصريح المثير للجدل للرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون سنة 2023 عن ضرورة عدم انجرار أوروبا إلى صراع في مضيق تايوان. اليوم، تبدّل المشهد الأميركيّ بشكل دراميّ وهو ما انعكس سريعاً على الانتخابات الأستراليّة.

 

أرقام قياسيّة

ثمّة دوماً اختلافات بين الشخصيّات والأنظمة الانتخابيّة والظروف المحلّيّة التي تحتّم تعدّد العوامل لتفسير النتائج. مع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ "تأثير ترامب" كان حاضراً في الاستحقاقين، بالرغم من أن أستراليا أبعد جغرافيّاً من كندا عن الولايات المتحدة.

 

رئيس الوزراء الأسترالي الفائز بولاية ثانية أنتوني ألبانيز (أ ب)

 

فمن عناصر التشابه أنّ طيف ترامب ترك أرقاماً قياسية على الاستحقاقين. في كندا، خسر بوالييفر مقعده الخاص الذي احتفظ به لنحو عشرين عاماً. واحتفظ الليبراليّون برئاسة الوزراء للمرّة الرابعة على التوالي، وهو حدث نادر في السياسات الكنديّة المعاصرة. وفي أواخر السنة الماضية، تقدّم بوالييفر بنحو 25 نقطة على منافسه.

 

في أستراليا، خسر داتون مقعده الذي احتفظ به طوال 24 عاماً، وأصبح أوّل زعيم فيدراليّ معارض يخسر مقعده على الإطلاق. وفي أواخر 2024، حصل "العمّال" على نوايا تصويت بـ 16 نقطة مقابل 45 لـ "التحالف". وحصد "العمّال" نحو 92 مقعداً نيابياً من أصل 150، بعدما توقّعت "يوغوف" تحقيقه ما لا يقلّ عن 85 مقعداً. وواجه المحافظون الأستراليّون خسارة قد تكون الأسوأ منذ نحو 80 عاماً. بالمقابل، كان ألبانيز أوّل رئيس حكومة يفوز بولايتين متتاليتين منذ 21 عاماً. كان الأستراليّون يبحثون عن الأمان.

 

قول مأثور

في انتقاد واضح لسياسات منافسه، قال ألبانيز خلال كلمة النصر: "لا نحتاج إلى التوسّل أو الاقتراض أو التقليد عن أي مكان آخر. لا نسعى إلى (البحث عن) الإلهام الخاصّ بنا في ما وراء البحار، نحن نجده هنا في قيمنا وشعبنا". مع ذلك، وحين أطلق مناصروه هتافات معادية لداتون أوقفهم عن ذلك قائلاً: "لا. ما نفعله في أستراليا هو أنّنا نعامل الناس باحترام".

 

ثمّة قول مأثور في السياسة مفاده أنّ الانتخابات تخسرها الحكومة عوضاً عن أن تربحها المعارضة. لكن بحسب نتائج الانتخابات الأخيرة على الأقل، لن تسهّل المعارضة المهمّة على نفسها إذا احتفظت بعلاقات جيدة، ولو متصوّرة، مع دونالد ترامب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق