نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مستشفى ميداني إسرائيلي في سوريا؟...مشروع إنساني أم تدخل مباشر داخل الأراضي السورية - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 09:28 مساءً
كشفت وسائل إعلام عبرية، بينها موقع يسرائيل هيوم، أن الحكومة الإسرائيلية تدرس إنشاء مستشفى ميداني داخل الأراضي السورية، وتحديدًا في المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة جنوب البلاد، حيث تتركّز الطائفة الدرزية، لا سيما في السويداء وجرمانا.
الخطوة التي يتم الترويج لها إعلاميًا باعتبارها "مبادرة إنسانية"، تأتي في وقت تشتد فيه المعارك جنوب سوريا، وسط مخاوف إسرائيلية معلنة من احتمال وقوع أعداد كبيرة من المصابين في صفوف الدروز، وهي الطائفة التي تحظى بحساسية خاصة في المجتمع الإسرائيلي.
إصابات تُعالج داخل إسرائيل... ثم يُعاد الجرحى إلى سوريا
ووفقًا لتقارير عبرية، فقد استقبل مركز "زيف" الطبي في صفد، شمال إسرائيل، يوم السبت الماضي، 21 مصابًا درزيًا من سوريا، بعضهم في حالات حرجة، بعد تعرضهم لإصابات بالرصاص والشظايا. وجرى نقل آخرين إلى مستشفى الجليل في نهاريا لتلقي العلاج، فيما تم إعادة 6 جرحى إلى سوريا بعد استقرار حالتهم.
عمليات نقل المصابين من الأراضي السورية إلى إسرائيل تتم بتنسيق عسكري وأمني مشدد، تحت إشراف الشرطة العسكرية، في مشهد يعكس تشابك المعادلة الأمنية بالبعد الإنساني الذي تسوّق له تل أبيب.
ضغوط داخلية... وتحركات سياسية بغطاء "الطائفة الدرزية"
بحسب مصادر إعلامية، فإن شخصيات درزية بارزة في الداخل الفلسطيني، من بينها الشيخ موفق طريف والوزير السابق أيوب قرا، لعبت دورًا كبيرًا في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقديم مساعدات إنسانية مباشرة للدروز في سوريا، في ظل تصاعد التهديدات من الجيش السوري، بحسب الرواية الإسرائيلية.
ويُعتقد أن هذه الضغوط الداخلية استخدمت كورقة ضغط على حكومة نتنياهو، التي تسعى بدورها إلى توظيف الملف الإنساني لغايات سياسية وأمنية، في ظل توتر متزايد على الحدود الشمالية، واحتمال انفجار الوضع جنوب دمشق.
غارات متزامنة ورسائل ميدانية حادة
يترافق الحديث عن "مستشفى ميداني" مع تصعيد عسكري إسرائيلي واضح في الساحة السورية. فقد نفّذ الطيران الإسرائيلي، فجر السبت، غارات جوية كثيفة استهدفت مواقع في دمشق، حماة، درعا والساحل السوري، وأسفرت عن قتلى وجرحى، وفق تقارير غير رسمية.
وقبلها بيومين، استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، فيما وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "تحذير مباشر للنظام السوري".
في بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، قالا:
"لن نسمح بتهديد الطائفة الدرزية جنوب دمشق، وعلى النظام السوري أن يفهم ذلك جيدًا."
مستشفى ميداني… أم بوابة لاختراق ميداني؟
يرى مراقبون أن إقامة مستشفى ميداني إسرائيلي داخل سوريا، ولو بشكل مؤقت، قد يكون تدخلًا ميدانيًا غير معلن في الشأن السوري، تحت ستار "المساعدة الإنسانية".
ويرجّح أن هذا المشروع سيُنفذ إما قرب الحدود أو داخل مناطق نفوذ المعارضة في الجنوب السوري، ما يعزز المخاوف من تحول طبيعة التورط الإسرائيلي من الضربات الجوية إلى وجود فعلي محدود على الأرض.
كما تُطرح تساؤلات حول مدى قبول هذا المشروع من قِبل سكان المناطق المستهدفة أنفسهم، خصوصًا في ظل حساسيات تاريخية تجاه الدور الإسرائيلي في الجنوب السوري.
تأتي هذه الخطوة في توقيت حساس، حيث تحاول إسرائيل تقديم نفسها كطرف "حامٍ للأقليات" في سوريا، وبالتحديد للطائفة الدرزية، ذات الوجود القوي في الجولان المحتل وداخل الأراضي الفلسطينية. وقد يرى البعض في هذا التحرك محاولة لكسب ولاء سياسي أو شعبي في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع في سوريا.
0 تعليق