نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد لقائه الشرع.. هل ينجح وليد جنبلاط في إنهاء الأزمة بين دروز سوريا وحكومة دمشق؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 09:40 مساءً
مع تصاعُد الأزمة الداخلية في سوريا، شهدت الساعات الماضية تحركات من الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في محاولة لحل الخلاف بين دروز سوريا وحكومة دمشق.
وكانت مناطق صحنايا وأشرفية صحنايا وجرمانا في ريف دمشق، شهدت خلال الأيام الماضية توترات أمنية بالغة الخطورة على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن إساءة للنبي محمد ﷺ.
وأدت الحادثة إلى اندلاع مواجهات عنيفة، سقط خلالها عدد من الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن، ما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة إلى صراع طائفي يصعب احتواؤه لاحقًا.
ورغم استعادة الهدوء النسبي، فإن تداعيات الحادثة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد السوري، خاصة في المناطق التي تقطنها كثافة درزية.
وقد دفعت خطورة الوضع الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، إلى التدخل، في محاولة لاحتواء الأزمة وتهدئة الأجواء بين أبناء طائفته والحكومة السورية الانتقالية.
وليد جنبلاط بين الشرع ودروز سوريا
في خطوة لافتة، زار جنبلاط العاصمة السورية دمشق الجمعة، والتقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في قصر الرئاسة.
وخلال اللقاء، تطرق إلى التوترات الأخيرة في ريف دمشق، مؤكدًا على ضرورة التعاون بين جميع المكونات السورية لضمان الأمن والاستقرار.
كما شدد على أهمية دور الدولة في فرض القانون وضبط الفتنة، معربًا عن أسفه للخسائر البشرية التي خلفتها الأحداث.
تقارُب الشرع وجنبلاط
وتُعد زيارة جنبلاط إلى دمشق الثانية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، ما يعكس تقاربًا سياسيًا واضحًا بين الزعيم الدرزي والحكومة السورية الجديدة.
وكان جنبلاط من أوائل السياسيين العرب الذين زاروا سوريا بعد التحول السياسي الكبير، مؤكدًا حينها دعمه لوحدة سوريا ورفضه لمحاولات التقسيم التي تتعرض لها البلاد.
جنبلاط يدعو لحوار بين دروز سوريا وحكومة دمشق
تعود العلاقة بين وليد جنبلاط وسوريا إلى محطات معقدة من التاريخ السياسي، لكنها عرفت تطورًا نوعيًا خلال الفترة الأخيرة.
وسبق لجنبلاط أن أعرب عن تقديره للحكومة السورية الانتقالية بعد إعلانها القبض على إبراهيم حويجة، المتهم بقتل والده كمال جنبلاط عام 1977، في خطوة لاقت ارتياحًا داخل الأوساط اللبنانية والسورية على حد سواء.
ويواصل جنبلاط التأكيد على أهمية الحوار بين جميع مكونات الشعب السوري، لا سيما الطائفة الدرزية، التي يرى فيها عنصرًا أساسيًا في نسيج الدولة السورية.
ويبدو أن هذا الخطاب يتقاطع مع رؤية الرئيس أحمد الشرع، الذي شدد خلال لقائه بجنبلاط على الدور التاريخي للدروز في مقاومة الاحتلالات ودعم الاستقرار الوطني.
جنبلاط يحذر من استغلال خارجي لـ دروز سوريا
جنبلاط حذر، في تصريحاته، من محاولات إسرائيل استغلال الأقليات الدينية والطائفية في سوريا لتحقيق أهدافها السياسية، لا سيما في المناطق التي تتمتع بحساسية طائفية.
وأشار إلى أن استهداف الطائفة الدرزية ليس إلا مدخلاً لإضعاف وحدة الدولة السورية وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
وأكد الزعيم اللبناني أن حماية وحدة سوريا تمثل أولوية قصوى في المرحلة الراهنة، داعيًا إلى تفويت الفرصة على من يحاولون زرع الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية، سواء من خلال التحريض الإعلامي أو التدخلات الخارجية المباشرة.
هل تنجح جهود وساطة جنبلاط في إنهاء التوتر بين دروز سوريا؟
رغم الترحيب الحذر الذي حظيت به تحركات جنبلاط، لا تزال التحديات على الأرض كبيرة، فالتوترات الأمنية في بعض مناطق ريف دمشق لم تُطوَ بالكامل، والمخاوف من تجدّد الفتنة قائمة.
ومع ذلك، فإن الجهود السياسية التي يبذلها جنبلاط قد تفتح بابًا لحل مستدام، في حال توافرت الإرادة السياسية لدى الطرفين.
وتتوقف نجاح هذه الوساطة على مدى قبول القيادات المحلية الدرزية للحوار مع الحكومة، وعلى قدرة دمشق في تطمين الأهالي وضمان عدم تكرار الحوادث التي تمس الرموز الدينية.
كما يُنتظر من السلطات السورية اتخاذ خطوات عملية تعكس حسن النية، منها ملاحقة المتورطين في التحريض الطائفي، وتوسيع المشاركة السياسية للطائفة الدرزية في مؤسسات الدولة.
انفتاح عربي ودولي على الدولة السورية الجديدة
في سياق أوسع، عبّر جنبلاط عن ارتياحه لما وصفه بـ”الانفتاح العربي والدولي” تجاه سوريا ما بعد الأسد، معتبرًا أن هذا التطور الإيجابي قد يسهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة بأكملها، خاصة في لبنان الذي يواجه بدوره أزمات سياسية واقتصادية خانقة.
وأشار إلى أن إعادة العلاقات بين بيروت ودمشق إلى مسارها الطبيعي أمر ضروري في هذه المرحلة، مؤكدًا أن مستقبل البلدين يرتبط عضوياً بحالة الاستقرار في سوريا، خصوصاً في ظل التداخل الجغرافي والاجتماعي الكبير بين الشعبين.
مستقبل الدور الدرزي في سوريا الجديدة
اختتم جنبلاط زيارته بالتأكيد على أهمية إشراك الطائفة الدرزية في عملية بناء سوريا الجديدة، مشيرًا إلى أن هذا المكون الوطني لعب أدوارًا تاريخية لا يمكن تجاهلها.
وقد لقيت هذه التصريحات ترحيبًا من القيادة السورية الانتقالية، التي أكدت أن كل أبناء سوريا شركاء في رسم مستقبلها، دون تمييز أو إقصاء.
في ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنجح جهود وليد جنبلاط في إنهاء الأزمة بين دروز سوريا وحكومة أحمد الشرع؟
الإجابة ستعتمد على مدى جدية جميع الأطراف في الالتزام بالحوار، وعلى قدرة الزعيم الدرزي على الحفاظ على خيوط الوساطة الدقيقة في لحظة سياسية مفصلية في تاريخ سوريا.
اقرأ أيضًا: عائلة موسى الصدر تحدد شروطها للإفراج عن هانيبال القذافي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : بعد لقائه الشرع.. هل ينجح وليد جنبلاط في إنهاء الأزمة بين دروز سوريا وحكومة دمشق؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 09:40 مساءً
0 تعليق