كتب – محمود طلبة

أعربت موسكو عن قلقها الشديد حيال الاتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة وأوكرانيا والذي يمنح واشنطن أفضلية في الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا.

ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست تعتبر موسكو هذا الاتفاق بمثابة تهديد لمصالحها الاستراتيجية وخاصة في ظل المفاوضات الحالية لإنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون روس من بينهم السيناتور أليكسي بوشكوف الاتفاقية بأنها استعمار اقتصادي حيث ترى موسكو أن أوكرانيا ستتحول إلى مستعمرة لاستخراج المواد الخام.

مستعمرة معدنية في أوكرانيا

واعتبر أليكسي تشيبا نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي، أن الاتفاق يزيد من تبعية أوكرانيا للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الصفقة قد حولت أوكرانيا إلى مستعمرة معدنية.

ورغم السخرية العلنية التي أُثيرت حول الاتفاق فإن هناك قلقا حقيقيا في موسكو من أن هذا التحالف قد يؤدي إلى تغييرات في التحالفات الإقليمية، مما يقلص فرص روسيا في الوصول إلى تسوية سياسية تحفظ مصالحها الإقليمية لا سيما مع تزايد الدعم العسكري واللوجستي الغربي لأوكرانيا.

تقارب بين روسيا وأمريكا

شهدت الأشهر الأولى من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقاربا مع موسكو، تمثل في اتصالات مباشرة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى تصريحات من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تظهر تفهمًا للمخاوف الروسية.

وأشار سيرغي ماركوف المحلل المقرب من الكرملين إلى أن الاتفاق المبرم لا يقدم رؤية واضحة للتعاون المستقبلي ولا يتضمن أي ضمانات أمنية ملموسة.

وأضاف أن الاتفاق حتى وإن كان رمزيا يظهر أن الولايات المتحدة تتحمل الآن جزءًا من المسؤولية في الدفاع عن أوكرانيا بعد أن أصبحت مالكة لها بموجب الاتفاق.

اتفاق المعادن بين أوكرانيا وأمريكا

عبرت واشنطن عن تفاؤلها بشأن استخدام الاتفاق كأداة ضغط حيث صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت بأن الاتفاق يظهر توافقا بين واشنطن وكييف نحو هدف مشترك.

وقال مسؤول روسي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الوضع الاقتصادي في روسيا يشهد انقسامات داخل النخبة الحاكمة حيث يسعى التيار المعتدل إلى القبول بتفاهم مع واشنطن يتضمن تجميد الصراع عند خطوط التماس الحالية، مقابل رفع جزئي للعقوبات واعتراف أمريكي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.