نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عمرو الليثي يكشف كواليس "الليلة الأخيرة " لـ فاتن حمامة ومحمود مرسى - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 01:30 صباحاً
واضاف خلال تصريحات خاصة الفيلم من إخراج المخرج الكبير كمال الشيخ، الذى وقع اختياره على قصة بعنوان الضوء الخافت، تدور أحداثها فى العاصمة الإنجليزية لندن عقب الحرب العالمية الثانية، وقد سبق أن قدمتها النجمة العالمية إنجريد بيرجمان، فى أواخر الأربعينيات عهد فريق العمل إلى أحد المترجمين بنقل القصة إلى اللغة العربية، ورشح الأديب الكبير يوسف السباعى لكتابة السيناريو والحوار، وقد مُصرت أحداثها، فانتقلت من لندن إلى الإسكندرية إبان قصف الألمان لها بالقنابل.
وتابع الليثي لم يكن هناك خلاف حول توزيع الأدوار، فقد كان الفنان أحمد مظهر هو الأنسب لتجسيد دور الطبيب النفسى المعالج لشخصية فاتن حمامة، التى فقدت ذاكرتها. لكن التحدى كان فى اختيار من يؤدى دور زوج الأخت الشرير، الذى يسعى بكل الطرق لمنعها من استعادة ذاكرتها كى لا تحرمه من الميراث.
هنا جاء إصرار فاتن حمامة على ترشيح محمود مرسى، الذى شاركها سابقًا فى فيلم الباب المفتوح للمخرج هنرى بركات. كانت ترى فيه طاقة فنية كامنة، ورأت فى عينيه القدرة على التعبير عن الشر المركب بلا مبالغة أو افتعال. وقد صدقت رؤيتها، إذ كشف فيلم الليلة الأخيرة عن موهبة فذة لمحمود مرسى، حتى إنه فاز بجائزة أحسن ممثل فى المسابقة الرسمية للسينما المصرية آنذاك.
أداء محمود مرسى كان محط إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. فقد تمكن من تجسيد شخصية الرجل الانتهازى والمضطرب نفسيًا ببراعة لافتة، كاشفًا عن طبقات عميقة من المشاعر المتناقضة، بين الجشع والخوف، وبين القسوة والتوتر الداخلى. فيما شكّلت مشاهد التفاعل بينه وبين فاتن حمامة ذروة الفيلم، خاصة فى لحظات صراعها من أجل استعادة ذاكرتها، وسط محاولاته المستميتة لتثبيت نسيانها.
وقد أبدع المخرج كمال الشيخ فى توظيف الصورة والضوء والموسيقى لخلق أجواء درامية مشحونة بالتوتر والغموض، فجاءت المشاهد وكأنها مرآة لحالة البطلة النفسية، فى تجربة سينمائية نادرة ضمن أفلام تلك الحقبة.
أما السيناريو الذى صاغه يوسف السباعى، فجاء محكمًا ومتوازنًا، حيث احتفظ بروح القصة الأصلية مع تكييفها بحرفية عالية لتناسب البيئة المصرية، مضيفًا إليها بعدًا إنسانيًا ووجدانيًا زاد من عمق الشخصيات وتعاطف الجمهور معها.
هكذا جاء الليلة الأخيرة محطة فارقة فى تاريخ السينما المصرية. ليس فقط لروعة أدائه الفنى وإعادة تقديم قصة عالمية بقالب محلى ناضج، بل لأنه جمع ثلاثة من رموز الفن: فاتن حمامة، محمود مرسى، وكمال الشيخ، فى عمل لا يزال حتى اليوم يُدرّس كمثال على الدراما النفسية الرفيعة، وكإحدى علامات السينما العربية الخالدة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق