كتبت – هاجر هشام : خاص بالعراق

أعلنت وزارة الصحة العراقية عن تسجيل وفاتين جديدتين و14 إصابة مؤكدة بمرض الحمى النزفية في العراق منذ بداية العام الجاري، بينها حالة وفاة موظف في الوزارة، مما أعاد إطلاق التحذيرات الطبية وسط مخاوف متزايدة من انتشار الفيروس في عدة محافظات عراقية، وجاءت هذه التطورات في ظل جهود حكومية مكثفة لاحتواء المرض ومنع تحول الوضع إلى فاشية تهدد الصحة العامة.

ما هي الحمى النزفية في العراق ولماذا تثير القلق؟

تتشابه أعراض الحمى النزفية مع فيروس السودان في أوغندا، وهذه الحمى عبارة عن مجموعة من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تتميز بسرعة انتقالها، وغياب علاج فعال، وارتفاع معدلات الوفاة في بعض الحالات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتشمل هذه الأمراض أنواعًا مثل حمى القرم-الكونغو النزفية، حمى الإيبولا، والحمى الصفراء، وتتسبب في نزيف داخلي وخارجي قد يؤدي إلى مضاعفات قاتلة، حسب مراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية (CDC). 

وفي العراق، يعتبر القراد الناقل الرئيسي للفيروس، خاصة عبر الحيوانات مثل الأبقار والأغنام، وأثارت الحالات الجديدة قلقًا واسعًا، لا سيما بعد وفاة موظف بوزارة الصحة، مما دفع الجهات المعنية إلى تكثيف الإجراءات الوقائية والتوعوية للحد من انتشار المرض.

تفاصيل حملة مكافحة الحمى النزفية في المحافظات العراقية

في إطار مواجهة تفشي الحمى النزفية، أطلقت وزارة الزراعة العراقية حملة وطنية بالتعاون مع وزارتي الصحة والبيئة والبلديات، شملت توزيع الأدوية والمستلزمات الوقائية على المستشفيات البيطرية، ورش وتغطيس الحيوانات (الأبقار، الجاموس، الأغنام، الماعز) بمضادات القراد.

وشاركت أكثر من 250 فرقة بيطرية مدعومة بفرق جوالة في هذه الحملة، التي من المقرر أن تستمر حتى نهاية أبريل 2025، كما شددت الرقابة على الجزر العشوائي، ومنع نقل الحيوانات من المناطق الموبوءة دون شهادة صحية.

إغلاق محال قصابة ومصادرة لحوم فاسدة في كركوك

وفي محافظة كركوك، نفذت الجهات الصحية والبلدية حملة تفتيش واسعة أسفرت عن إغلاق 4 محال قصابة مخالفة، ومصادرة 20 رأس غنم و350 كيلوغرامًا من اللحوم الفاسدة، إلى جانب تنظيم حملات توعية للمواطنين ومربي المواشي حول مخاطر المرض وسبل الوقاية منه.

تحذيرات صحية عاجلة من مخاطر الحمى النزفية

أصدر الأطباء والجهات الصحية تحذيرات عاجلة للمواطنين، داعين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل تجنب التعامل مع اللحوم مجهولة المصدر، والامتناع عن الجزر العشوائي، والإبلاغ الفوري عن أي أعراض مريبة لدى الحيوانات أو الأفراد، وأكدت الجهات المختصة أن هذه الخطوات حاسمة لمنع تحول الحمى النزفية إلى وباء واسع النطاق.

وتشير المصادر إلى أن العراق يواجه تحديات كبيرة في السيطرة على الحمى النزفية، بسبب انتشار القراد في المناطق الريفية وضعف الوعي الصحي لدى بعض الفئات، ومع ذلك، تُظهر الحملات الحكومية جدية في التعامل مع الأزمة، مع توقعات بتوسيع نطاق التدابير الوقائية خلال الأسابيع المقبلة، ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هذه الجهود من احتواء المرض قبل تفاقم الوضع؟