"تلفزيون لبنان"... هل يستعيد عصره الذهبي! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"تلفزيون لبنان"... هل يستعيد عصره الذهبي! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 09:57 صباحاً

محمد عبدالله

 

 

مسيرة "تلفزيون لبنان" التي تمتد حوالى سبعين عاماً، بين طرح الفكرة الأولى عام 1956 وانطلاق البث الرسمي في 28 نيسان عام 1959، يمكن ان تقسم الى ثلاثة أجزاء، كأنها تقارب مقدمة ابن خلدون حول الأجيال !
المرحلة الأولى سبقت الحرب اللبنانية عام 1975، والتي عرف فيها أوج مجده وازدهاره باعتباره أول تلفزيون في المنطقة العربية .
المرحلة الثانية التي تلت الحرب التي أحدثت انقساماً سياسياً إنعكس انقساماً حادا في التلفزيون بين محطتين (شرقية وغربية) كما كانتا تعرفان في الشارع اللبناني .
أما المحطة الثالثة، فتمثلت بعناصر كثيرة متداخلة أدت الى انهياره، ومنها الأزمات المالية التي عصفت بالمؤسسة بين كونها شركة خاصة وبين شبه تأميم من الدولة بقرار رئاسي عام 1994 .
و يمكن تلخيص أهم الأزمات والتحديات التي واجهها "تلفزيون لبنان" على الشكل الآتي:
1- الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)
أصيبت أبنيته ومعداته بأضرار جسيمة.
تراجع مستوى الإنتاج والبرامج نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية.
2- منافسة المحطات الخاصة (منذ التسعينات).
3- الأزمات الإدارية والسياسية:
بسبب كونه أصبح تابعاً للدولة، دخل في صراعات سياسية بين مختلف الأطراف الحاكمة. وحصلت تدخلات متكررة في تعيينات الإدارة والبرامج، مما أثر على استقلاليته ومهنيته.

4- أزمة التمويل وضعف الإمكانات التقنية.
بعد الحرب، لم يُستثمر بشكل كافٍ في تحديث معدّاته واستوديوهات البثفيه. أجهزته وتقنياته بغالبيتها ظلت قديمة مقارنة بالمحطات الجديدة.
5 - ضعف رؤية التطوير الإعلامي:
لم يتمكن التلفزيون من مجاراة التحول العالمي نحو الإنترنت، السوشيال ميديا، والبث الرقمي بالشكل المطلوب.
وأيضاً كان قرار وزير الإعلام السابق غازي العريضي اقفاله. هذه الخطوة التي وصفها البعض بأنها "الضربة القاضية التي انهت مرحلة العصر الذهبي" للتلفزيون،
ردّها البعض الاخر الى أنها جاءت "نتيجة تراكم الديون على المحطة، التي بلغت خسائرها السنوية نحو 33 مليون دولار".
ففي 23 شباط/فبراير 2001، قررت الحكومة اللبنانية برئاسة  الرئيس رفيق الحريري يومها، وبناءً على اقتراح الوزير العريضي، إغلاق "تلفزيون لبنان" لمدة ثلاثة أشهر، مع تسريح جميع موظفيه البالغ عددهم 523 موظفاً وصرف تعويضات لهم.
غير أن من المثير للاهتمام، أن الدولة أخيراً وخصوصاً مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وتشكيل حكومة القاضي نواف سلام، أعادت  الاهتمام الرسمي الى التلفزيون بشكل كبير، وهو ما تجلى بإصرار رئيس الحكومة على للظهور عبر شاشته في أول اطلالة تلفزيونية له.
اما وزير الإعلام المحامي بول مرقص، فيبدو انه في الاتجاه نفسه، إذ منح التلفزيون قوة وثقة ويداوم في مكاتبه، باعتباره وزير الوصاية عليه في غياب مجلس إدارته منذ سنوات عديدة .
أضف الى ذلك الرقم اللافت والمثير للاهتمام، للذين ترشحوا لمنصب المدير العام ورئيس مجلس الإدارة وخمسة أعضاء غير متفرغين لمجلس الإدارة، إذ اعلنت وزارة التنمية الإدارية  في بيان، عن إقفال باب الترشح في 24 نيسان الماضي. 
وبلغ عدد المتقدمين والمتقدمات الى هذه المراكز 171 شخصاً، منهم 70 مرشحاً ومرشحة لمراكز رئيس مجلس الإدارة/المدير العام و101 مرشحاً ومرشحة لمراكز العضوية الخمسة غير المتفرغين لمجلس إدارة. 
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التلفزيون لا يزال محط اهتمام اللبنانيين وتوقهم الى استعادة عصره الذهبي !
وتبقى الاشارة الى أنه رغم كل هذه  التحديات، لا يزال "تلفزيون لبنان" يحتفظ بقيمة ورمزية كبيرتين، وهو جزء من الذاكرة الوطنية اللبنانية، وله دور أساسي في  تاريخ الإعلام العربي، فضلاً عن  أرشيف ضخم، يصنف بأنه كنز تتمنى أي مؤسسة إعلامية امتلاكه .

 

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق