يمنيات في "ضغّاطة" زينبيات الحوثي: أساور الذهب تصنع الباليستي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يمنيات في "ضغّاطة" زينبيات الحوثي: أساور الذهب تصنع الباليستي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 06:58 صباحاً

هناك في اليمن، كلّ سجون النساء التابعة للحوثيين تشبه "صيدنايا"، وربما أفظع بشهادة من اختبرن جحيمها: الصعق بالكهرباء، والرصاص المباشر، والاغتصاب، وبقر البطون بـ"المخايط" (دبابيس كبيرة الحجم) ، وقلع الأظافر. قرابة ثلاثة آلاف امرأة وفتاة مررن بتلك التجربة في أماكن سريّة تعرف بـ"الضغّاطة".

 

قد تكون التهمة تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو رأي يخرج إلى العلن في مجلس نسائي، أو شاهدة عيان على حادثة خطف، وجميعها تؤدي إلى زيارة مباغتة تنفّذها عناصر نسائية تنتمي إلى تشكيل "الزينبيات"، الجناح الأمني النسائي للحوثيين الذي أُعلن عن تأسيسه رسمياً عام 2014، قبل نحو ثلاث سنوات من حادثة اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

 

وعلى الرغم من أن مهمة "الزينبيات" كانت تُبرر في البدايات بـ"تفتيش النساء في التجمعات العامة"، نظراً إلى الطبيعة القبلية المحافظة التي تمنع اختلاط القوى الأمنية بهن، فإن المجموعة تحوّلت لاحقاً إلى أداة بطش واختراق وقمع مرعبة. ممارسات كشف عنها تحقيق استقصائي قبل نحو عامين لمؤسسة الصحافة الإنسانية، تولّى إعداده كلّ من الصحافي بسام القاضي ومدققة المعلومات مها صلاح الدين، تمّ عرضه في أروقة الأمم المتحدة لنقل صوت سجينات اختبرن أبشع صنوف التعذيب.  

 

يوضح القاضي لـ"النهار" بأن جناح الزينبيات، الذي أبصر النور عام 2007 في صعدة، هو "ميليشيا نسائية مسلّحة ظهرت إلى العلن في صنعاء عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة في 21 أيلول/سبتمبر 2014، إذ قمن بأدوار استخباراتية وعسكرية وإيديولوجية، تستهدف في المقام الأول نساء اليمن".

 

طابع قبلي

ولكون الطابع القبلي هو السائد في البلاد، فقد تعذّر اختراق التجمّعات النسوية، فكان القرار بتدريب تشكيل نسائي يأخذ على عاتقه التفتيش اليدوي، إلى قمع التظاهرات ومداهمة المنازل والاعتقال والتعذيب، وصولاً الى اغتصاب السجينات وتصويرهن ثمّ ابتزازهن.


تبقى أعداد السجينات غير محدّدة، وفق المديرة السابقة لسجن النساء المركزي فوزية أحمد علي، ابنة صنعاء، التي هربت لاحقاً إلى القاهرة. توجز تجربتها المرّة: "بعد 18 عاماً من إدارة السجن المركزي، أحكم الحوثي الطباق على الزنازين. وبات ممنوعاً على آمرة السجن معرفة هوية النزيلات اللواتي يدخلن بلا أسماء. يعذّبن وينكّل بهن. وفي السجن الذي يتّسع لخمسين سجينة فقط، تضخم العدد إلى 400. يصلن برفقة الزينبيات ومجموعة ملثمة تتولى التحقيق والترهيب والعنف الجسدي وصولاً إلى الاغتصاب". 

 

fa43e01767.jpg

 

تضيف فوزية: "بدأت معاناتي يوم سرّبتُ معلومة إلى إحدى الأمهات بأن ابنتها موجودة في الداخل. اعتُقلت وصودر هاتفي، وسجن أطفالي لأسابيع ثلاثة، قبل أن أتمكّن من الهرب إلى عدن، ومن ثم إلى القاهرة، بمساعدة رئيسة تحالف نساء من أجل السلام في اليمن نورا الجروي. فكان عليّ أن أبدأ حياة جديدة بعيداً عن منزلي ومدرسة أولادي وما جنيته من تحويشة العمر".

 

اغتصاب طبيبة 

خسارات الطبيبة جيهان القاضي فوق الوصف. كانت تعمل في مستشفى للولادة والأطفال، لكنّ الحوثيين حوّلوه إلى غرفة عمليات لعلاج عناصرهم من الجرحى. اعترضت جيهان في البداية متوقعة أن النساء في المجتمع اليمني "خط أحمر"، لكنها ذات صباح وبينما كانت تستقلّ أحد باصات النقل العام، تولّت مجموعة ضربها على رأسها، ثم خطفها، قبل أن تستعيد وعيها في "الضغاطة". هناك تعرضت للصعق بالكهرباء والتحرّش، ثم الاغتصاب، قبل أن تظهر عوارض الحمل عليها.

 

b0f1d812d6.jpg

 

وحين أطلق سراحها، كان من الصعب أن تخبر عائلتها بشأن حملها. ومنذ عرفت شقيقتها بما جرى، حملت الملف إلى منظمة دولية، لكنّ الحوثيين تمكّنوا من اغتيال شقيقتها. تدوّن جيهان على ورقة بيضاء مستذكرة إياها: "يا وجعي الأبيض... بأيّ ذنب تُقتل النساء".

 

رصاص لجهة القلب

تجربة الشاعرة اليمنية برديس السياغي لا تقلّ ألماً، هي الناشطة في المجال الإغاثي قبل أن تهاجمها دورية من "الزينبيات" في منزلها. أطلقن رصاصتين استقرّتا في جسدها، على مرأى من أطفالها. سحلوا ابنتها. وفي السجن طلب إليها أن تعترف بأنّها جاسوسة للتحالف، وإلا اتُهمت بالدعارة والسمعة السيئة.

تقول برديس: "حين تروّج الزينبيات حكايات ملفقة عن شبكات الدعارة والسلوك الشائن للنساء اللواتي اختفين، تتعاطف معهن بعض فئات المجتمع اليمني المحافظ الذي يتجرّع فكرة: ربما المفقودات لم يتعرضن للخطف وإنما هربن مع عشيق. عندها يصبح أمرهن منسياً في حين يواجهن في الحقيقة أقدارهن القاتمة داخل الغرف المظلمة".

 

b575fe97f7.jpg

 

وتلفت برديس إلى أنّه بين 103 سجينات كان هناك نحو 27 حالة اغتصاب، في ظلّ غياب أي مركز صحي في اليمن بإمكانه تقديم الدعم للأخذ بأيديهن في مجتمع لا يتقبّل أوضاعهن الجديدة بأنّهن غير عذراوات.

الباسيج

يربط تحقيق لمؤسسة "كارنيغي" بين "الزينبيات" وبين الوحدات النسائية لقوات الباسيج شبه العسكرية في إيران، ووحدة الأمن النسائية الإيرانية "فراجا"، وكذلك جهاز شرطة الحسبة التابع لتنظيم "داعش"، مقدّراً أن عدد "الزينبيات" يتجاوز الـ 4 آلاف، تشرف عليهن زوجات وشقيقات قادة ميليشيا الحوثي وفق الآتي: "القسم العسكري، القسم الإلكتروني ويُعنى بما يصدر عبر منصّات التواصل الاجتماعي، قسم الاعتقالات، وقسم التجسّس الوقائي".

 

ويلفت التقرير إلى أن الخطر الأكبر على الحرّيات في اليمن يتمثل بتفعيل قسم التجسّس الوقائي، الذي يخترق التجمّعات النسائية غير الرسمية بهدف جمع المعلومات: "في الثقافة اليمنية، يُقيَّد دخول الرجال، حتى العسكريين منهم، إلى الأماكن المُخصَّصة للنساء. ولذا، تستطيع الزينبيات سدّ هذه الثغرة من دون أن يواجهن نقمةً من القبائل أو النخب في المجتمع".

 

الذهب لتطوير الصواريخ

وبحسب تحقيق "كارنيغي"، أجبرت "الزينبيات" ربات البيوت على التبرّع بمصاغهن تحت طائلة الحرمان من غاز الطهو: "تمكّنَ من جمع نحو 100 ألف دولار بهذه الطريقة من أجل تطوير القدرة الصاروخية لأنصار الله".

 

وفي تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكبت "الزينبيات" 1444 انتهاكاً بحقّ نساء يمنيات بين كانون الأول/ديسمبر 2017 وتشرين الأول/أكتوبر 2022.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق