نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
100 يوم من التودّد لبوتين - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 06:00 صباحاً
وصفه الكاتب نيال ستانادج بأنه واحد من أكبر 5 أخطاء ارتكبها دونالد ترامب في أول 100 يوم من رئاسته: اتهام لأوكرانيا بأنها هي التي شنت الحرب على روسيا. ففي بداية هذا الشهر، قال ترامب "إنك لا تبدأ حرباً ضد طرف أكبر من حجمك بمئة مرة وتأمل أن يعطيك الناس بعض الصواريخ".
لم يكن الخطأ كامناً فقط في تجاهل أن روسيا هي التي شنت الحرب ليل 24 شباط/فبراير 2022. لم يتمكن ترامب من معرفة، وعلى الأغلب لأنه لم يكن متابعاً، كيف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه غضب من جو بايدن حين راح يكرر تحذيراته من أن روسيا على وشك شن الحرب. في ذلك الوقت، كان زيلينسكي يخشى من هروب الاستثمارات بسبب التحذير الأميركي المتكرر.
نكسَتان لأوكرانيا
لعل أهم حدث لخص كامل نظرة ترامب إلى الملف الأوكراني هو توبيخه الشهير لزيلينسكي حين استضافه في البيت الأبيض يوم 28 شباط/فبراير الماضي. سواء كان نائب الرئيس جيه دي فانس مسؤولاً لأنه نصب فخاً للضيف الأوكراني أو كان زيلينسكي هو المسؤول لأنه سار بمحض إرادته نحو الفخ لا يغير المعادلة كثيراً. لو كان ترامب مهتماً بمصير أوكرانيا لتجنب خروج اللقاء عن سكّته، بل لتجنب تخصيص الاجتماع للتوقيع على اتفاقية معادن تحرم أوكرانيا من قوتها الاقتصادية في أحلك ظروفها، ومن دون ضمانات أمنية واضحة.
القمة العاصفة بين ترامب وزيلينسكي (أ ب)
بسبب فشل اللقاء، أوقف ترامب جميع أنواع الدعم لأوكرانيا، وفي مقدمتها الدعم الاستخباري والتقني الذي توفره الأقمار الاصطناعية الأميركية. ربما ساهم ذلك في خسارة أوكرانيا لموطئ قدمها في منطقة كورسك الروسية. خسارة أخرى مؤلمة لأوكرانيا طبعت الأيام المئة الأولى من رئاسة ترامب.
يمكن مقارنة غضب ترامب من أوكرانيا بغضبه من روسيا، كما حصل بعد استهدافها الأخير لكييف بعدد من الصواريخ: قطع الدعم المادي، مقابل تغريدة مستنكِرة أو تصريح بأنه "غير سعيد".
حين يبتكر "تنازلات" روسية
من جملة الخسائر السياسية الكبيرة التي تتراكم على أوكرانيا ملامح خطة ترامب للسلام. فهو طالب كييف بالتخلي عن المطالبة بشبه جزيرة القرم كما بالمناطق الأربع التي تحتلها روسيا في الشرق والجنوب الأوكرانيين. وحين يُسأل ترامب عما ستقدمه روسيا مقابل التنازلات الأوكرانية، يجيب بأنّ ما تلتزم به روسيا من جهتها هو عدم احتلال كامل أوكرانيا. هذا مع العلم أنه لو كانت روسيا قادرة على ذلك لاحتلت البلاد في الأشهر الأولى من الحرب. حينها، انتهى حصارها لكييف – ومعه ذلك الطابور الغريب من المركبات العسكرية – بالفشل.
وبعد لقائه السبت بزيلينسكي على هامش مراسم جنازة البابا فرنسيس، قال ترامب عن بوتين إنه "ربما لا يريد السلام وهو يماطل معي وحسب". وهذا يجعله يفكر بفرض "عقوبات ثانوية" على روسيا. لم يطل الأمر كثيراً قبل أن يتراجع عن تهديده ويقول الثلاثاء في تصريح إعلامي إنه يعتقد أن بوتين بات مستعداً للسلام وإنه "بسببه" تخلى عن "حلمه" بالاستيلاء على كامل أوكرانيا.
لماذا يوالي روسيا؟
في تموز/يوليو 2023، ومن ضمن مقترحاته للسلام، هدد ترامب بوتين بأنه سيمنح سلاحاً لأوكرانيا أكثر بكثير مما حصلت عليه من إدارة بايدن إذا رفضت روسيا التفاوض. لم ينفذ ترامب وعيده، وعلى الأرجح لن يفعل ذلك. فالتهديد جزء من حملة انتخابية تهدف إلى إظهار أن المرشح الجمهوري أقوى من خصمه المفترض، على مستويين: القدرة على تسليح أوكرانيا بجرأة أكبر، والقدرة على وقف الحرب بسرعة أكبر. لكن الحسابات الانتخابية مختلفة عن الحسابات الرئاسية.
هذا التحرر الانتخابي كشف، أو أعاد كشف، موقف ترامب الحقيقي من أوكرانيا: هو لا يهتم على الإطلاق، والأهم، هو يهتم فقط ببناء علاقات شخصية مع "الرجال الأقوياء".
بوتين، وحتى الرئيس الصيني شي جينبينغ، هما في عداد لائحة "الأقوياء" بالنسبة إليه. زيلينسكي، لسوء حظه وحظ بلاده وحظ أوروبا كلها، ليس كذلك.
0 تعليق