في تحول كبير داخل البيت الأبيض في عهد ترامب، من المقرر أن يقدم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ استقالتهما من منصبيهما بعد فضيحة تسريبات سيجنال.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، تأتي استقالة مستشار الأمن القومي ونائبه، المقررة اليوم الخميس، في أعقاب فضيحة تتعلق بتسريب معلومات سرية تتعلق بالأمن القومي عبر محادثة سيجنال، مما أثار ضغوطًا هائلة من كبار المسؤولين داخل الإدارة.

استقالة مستشار الأمن القومي: تسريبات سيجنال

شغل مايك والتز، عضو الكونجرس الجمهوري السابق عن ولاية فلوريدا، منصب كبير مستشاري الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب منذ يناير. إلا أن فترة عمله أصبحت مثار جدل عندما أشرك، عن غير قصد، جيفري جولدبرج من مجلة “ذا أتلانتيك” في محادثة سيجنال مع كبار مسؤولي الأمن القومي.

ناقشت المحادثة خططًا لشن ضربة عسكرية على أهداف حوثية في اليمن، بما في ذلك تفاصيل عملياتية حساسة مثل توقيت الضربات وحزم الأسلحة التي سيتم استخدامها.

امتنع جولدبرج في البداية عن نشر هذه التفاصيل، لكنه أدرجها لاحقًا في تقريره بعد أن نفت شخصيات رئيسية، من بينها وزير الدفاع بيت هيجسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، مشاركة أي معلومات سرية.

أثار نشر المحادثة المسربة مخاوف بشأن البروتوكولات الأمنية داخل مجلس الأمن القومي، وأجج جدلًا داخليًا حول منصب والتز.

رد فعل البيت الأبيض ودعمه لوالز

في أعقاب التسريب، واجه والتز انتقادات لاذعة، واضطر البيت الأبيض إلى معالجة المخاوف الأمنية داخل مجلس الأمن القومي.

رغم الضغوط المتزايدة، لم يقدم والتز استقالته، وامتنع الرئيس ترامب، الذي أعلن دعمه العلني لمستشاره، عن طلب رحيله. وصف ترامب والتز بأنه “رجل صالح” “تعلم درسًا”، مشيرًا إلى نيته تجنب الاستجابة للضغوط الخارجية.

مع ذلك، تشير المصادر إلى أن سوزي وايلز، رئيسة موظفي الرئيس، قد أجرت مناقشات مع موظفي مجلس الأمن القومي، بهدف عرض استقالة مستشار الأمن القومي والتز ووونغ كجزء من عملية إعادة تنظيم أوسع نطاقًا، وليس نتيجة مباشرة لتسريب سيجنال.

أقرا أيضا.. الحكومة تقتل شعبها.. الهجري يطالب بالحماية الدولية لدروز سوريا

دور وونغ ومغادرتها

شغل أليكس وونغ، الذي خدم أيضًا في إدارة ترامب الأولى، مناصب رئيسية في وزارة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك نائب الممثل الخاص لكوريا الشمالية ونائب مساعد الوزير لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ.

كان لونغ دور بارز في مفاوضات قمة ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ورغم دوره المهم، قرر وونغ التنحي إلى جانب والتز، مع أنه رفض التعليق على الوضع عند الاتصال به هاتفيًا.

تأتي استقالة مستشار الأمن القومي والتز ووونغ بعد فترة من التوتر المتزايد داخل مجلس الأمن القومي، والتي شهدت فصل ستة موظفين على الأقل في أوائل أبريل.

جاءت هذه الإقالات عقب زيارة قامت بها الشخصية اليمينية لورا لومر، التي قدمت لترامب أبحاثًا معارضة حول بعض موظفي مجلس الأمن القومي، واصفةً إياهم بالمحافظين الجدد أو غير الموالين للرئيس بما يكفي.

مشهد الأمن القومي المتغير

تمثل استقالة والتز ووونغ أحدث فصل في الديناميكيات المتطورة لمجلس الأمن القومي التابع لإدارة ترامب. وبينما صاغ البيت الأبيض الاستقالات كجزء من إعادة تنظيم روتينية، فإن التوقيت والظروف المحيطة بتسريب دردشة سيجنال لا تزال تُغذي التكهنات حول الاضطرابات الداخلية والتحديات التي يواجهها ترامب في إدارة كبار مسؤولي الأمن القومي.

في حين تواجه إدارة ترامب تدقيقًا داخليًا وخارجيًا، لا يزال مستقبل مجلس الأمن القومي غامضًا. تشير استقالات شخصيات رئيسية مثل والتز ووونغ، إلى جانب إقالات الموظفين الأخيرة، إلى أن البيت الأبيض يُعيد ضبط نهجه تجاه الأمن القومي في وقتٍ تُسلّط فيه الأضواء بشكل متزايد على التسريبات الأمنية والمعارضة الداخلية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط