نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ورقة بحثية توقعتها عام 2019... هل تندلع الحرب النووية بين الهند وباكستان؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 09:04 صباحاً
قلق فعلي يسود في آسيا الوسطى من حرب نووية محتملة بين الهند وباكستان، إثر تصاعد التوتر في إقليم كشمير المتنازع عليه والهجمات الدامية التي حصلت، وحرّكت الجمر الحامي تحت الرماد.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى ورقة بحثية أميركية نشرت عام 2019 توقعت حرباً نووية بين نيودلهي وإسلام أباد عام 2025.
لم يُفتح باب الحرب على مصراعيه بعد، لكن تحذيرات تتوالى من ضربات عسكرية أكثر عنفاً وتوغلات برية تشي بأن الصراع قد يتفاقم، ما يطرح سؤالاً عن احتمال استخدام البلدين قدراتهما النووية إما ردعاً أو انتقاماً، وهو السؤال الذي يفتح الباب على البحث العميق بالعقيدة النووية لكل بلد، التي تحكم استخدام السلاح النووي وتحدّد معاييره.
جندي هندي يحمل سلاحاً (أ ف ب).
العقيدة النووية الهندية تقوم على مفهوم "الانتقام فقط"، ما من شأنه أن يمنع نيودلهي من اللجوء إلى السلاح النووي بالبدء، وبموجب هذه العقيدة، يكون استخدام هذا السلاح كرد "حاسم" على أي هجوم نووي. أما في المقابل، فإن العقيدة النووية الباكستانية تنص على مبدأ "الردع من خلال الاستخدام الأول"، أي اللجوء المبكر لهذا السلاح ولكن في حال مواجهة تحديات وجودية.
ما أفق المواجهة؟
الاشتباك المتصاعد لا يزال ضمن الحدود ولم يتسع، وبالتالي العين ستكون على المواجهات وأفقها للحديث في ما بعد عن حرب نووية، وفي هذا السياق، يقول المدير الإقليمي لصحيفة "عرب نيوز" في آسيا بكر عطياني إن باكستان والهند "حريصتان" على عدم التوجه نحو "صدام عسكري بمستوى الاجتياح البرّي أو العمليات الجوية".
وفي حديثه مع "النهار"، يعدّد عطياني الأسباب التي يستبعد بموجبها الحرب الواسعة والمفتوحة، ويشير إلى أن أولوية الهند "تركيزها على البقاء كقوة اقتصادية نامية"، بعيداً عن استنزاف الحرب، أما بالنسبة لباكستان، فإنها تواجه مشكلات سياسية واقتصادية داخلية، والمواجهة العسكرية مع الهند ستؤزّم الوضع أكثر.
السلاح النووي... خيار ولكن
رغم اختلاف العقيدتين النوويتين بين نيودلهي وإسلام أباد، فإن القاسم المشترك والذي تدور حوله هو التهديدات الوجودية، إما الناجمة عن هجمات نووية مسبقة كحال الهند، أو هجمات عسكرية متقدمة واجتياحات برّية وفارق سلبي بالقدرات، كحال باكستان، وهذا الواقع من شأنه أن يكون مسبوقاً بتصعيد عسكري استثنائي بين البلدين.
ينطلق عطياني من فكرة التهديد الوجودي للحديث عن استخدام السلاح النووي، ووفق تقديراته، فإن الحرب الهندية – الباكستانية لن تتطور لتصل إلى مستويات التهديدات الوجودية: أولاً نسبةً للأسباب المذكورة سلفاً عن حال الدولتين، وبرأيه، فإن الحل الديبلوماسي أقرب من الحل العسكري. وثانياً لأن مساعي المجتمع الدولي لن تسمح باندلاع حرب نووية.
حرب "متوقعة" منذ عام 2019
الحرب النووية في حال وقعت بين باكستان والهند ستكون نتائجها مدمرة، وقد توقعت ورقة بحثية أميركية تعود لعام 2019 ونقلتها "إنديا بوست" وقوع هذه الحرب عام 2025، وقالت إن هذا الاشتباك قد يقتل ما بين 50 مليون شخص و125 مليوناً في أقل من أسبوع، أي أكثر من عدد القتلى خلال السنوات الست للحرب العالمية الثانية، إلى جانب الكارثة المناخية العالمية التي ستتسبب بها.
في المحصلة، فإن السلاح النووي لدى الهند وباكستان يوظّف في سياق سياسة توازن الردع لا فائض القوة، ووفق التقديرات والتحليلات، فإن اللجوء إلى هذا السلاح مستبعد في المدى المنظور ما لم تتطور الحرب وتتخذ منعطفات دراماتيكية، وتبقى الأنظار شاخصة بقلق إلى هذا الصراع الذي يقترب من عامه الثمانين، دون حل جذري فعلي، لأسباب داخلية وخارجية.
0 تعليق