نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في عيدهم... جميع عمال العالم يواجهون خطر التقاعد في هذا الموعد! - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 08:06 صباحاً
في محاولة لإرساء نوع من العدالة بين الإنسان والآلة، كتب الباحث المعروف في الذكاء الاصطناعي تاماي بيسرولو منشورًا لافتًا على منصة "إكس" قال فيه: "لجعل المقارنة بين تقييمات الإنسان وتقييمات الذكاء الاصطناعي أكثر عدلاً، سنزوّد أنظمة الذكاء الاصطناعي بأذرع آلية وأقلام وورق، حتى تتمكن هي الأخرى من تدوين أفكارها على الورق".
بسخرية مبطنة وذكاء لافت، لم تكن هذه التدوينة مجرد تعليق عابر، بل كانت مقدمة لإعلان رؤية مستقبلية طموحة كشف فيها بيسرولو، الشريك المؤسس لشركتي "إيبوك إيه آي" (Epoch AI) و"ميكناياز" (Mechanize)، عن خطط لاستبدال جميع الموظفين البشر، سواء في المكاتب أو في الأعمال اليدوية، بروبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
اقتصاد ضخم.. وأتمتة واعدة
في بيان أصدرته شركة "ميكناياز"، قُدّرت الأجور السنوية التي يتقاضاها العاملون في الولايات المتحدة وحدها بـ18 تريليون دولار، فيما يصل هذا الرقم إلى 60 تريليون على مستوى العالم. ووصفت الشركة هذه الأرقام بأنها "فرص هائلة"، معتبرة أن الأتمتة الشاملة قادرة على إطلاق قوى إنتاجية غير مسبوقة.
ووفقًا لتقديرات الشركة، فإن تبنّي الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع قد يرفع معدل النمو الاقتصادي العالمي إلى نحو 30% سنويًا بحلول عام 2050، مدفوعًا بقدرات الروبوتات والأنظمة الذكية على تطوير منتجات جديدة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
تشير توقعات شركة "إيبوك إيه آي" إلى أن استبدال البشر بالكامل في وظائف العمل عن بُعد بالذكاء الاصطناعي قد يستغرق نحو 20 عامًا. ويرى المهندس والباحث في الذكاء الاصطناعي كريم محيي الدين، في حديثه لـ"النهار"، أن هذا التحول لن يحدث فجأة، بل بشكل تدريجي، مرهون بتطور الروبوتات لتكون قادرة على اكتساب مهارات اجتماعية وحسية-حركية، وهي المهارات التي ما زالت عصية على الأتمتة حتى اليوم.
ويضيف محيي الدين: "قد نشهد روبوتات ذكاء اصطناعي قادرة على أداء مهام عن بُعد بين عامي 2035 و2045، لكن حتى ذلك الحين، فإن سوق العمل البشري يظل في مأمن نسبي".
تاماي بيسرولو باحث الذكاء الاصطناعي
أجور أعلى في عالم ذكي
بعكس ما قد يُتوقع، يؤمن بيسرولو أن أجور البشر في عالم آلي بالكامل يجب أن ترتفع لا أن تنخفض، لأنهم سيؤدون أدوارًا تكاملية لا يمكن للذكاء الاصطناعي أداؤها. وتوقع بيسرولو أن تظهر نماذج "العمال الرقميين" بحلول عام 2035، في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشر في مهارات متقدمة مثل البرمجة والرياضيات خلال 5 إلى 10 سنوات فقط.
وبحلول عام 2050، من المرجح أن تُستبدل أجزاء كبيرة من الأعمال المعتمدة على الحوسبة، بينما تظل المهارات الجسدية المباشرة، مثل تلك المطلوبة في المهن الحرفية والرعاية الصحية، صعبة الاستبدال.
في عام 2035، قد يبلغ الإنفاق العالمي على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي أكثر من 70 تريليون دولار سنويًا، وهو رقم يعادل ما يُنفق حاليًا على الأيدي العاملة البشرية. ومع انخفاض تكلفة تشغيل النماذج الذكية بفضل التطور السريع، لن تختفي الوظائف تمامًا، بل ستُعاد هيكلتها لتكمل عمل الذكاء الاصطناعي بدلاً من أن تنافسه.
وفق منظمة العمل الدولية (ILO)، يُقدّر عدد القوى العاملة العالمية في عام 2024 بنحو 3.5 مليار شخص. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 3.6 مليار بحلول عام 2025، مقارنةً بـ2.23 مليار في عام 1991. ورغم هذا النمو، شهد العالم تراجعًا حادًا في التوظيف بين عامي 2019 و2020 بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، مما يؤكد هشاشة سوق العمل أمام الصدمات المفاجئة، ويزيد من الحاجة إلى التأقلم مع التغيرات المستقبلية.
توصيات لمواجهة "العمال الرقميين"
يؤكد محيي الدين أن النجاة في عصر الذكاء الاصطناعي تعتمد على تعلّم المهارات التكميلية، مثل:
- التفكير النقدي والإبداعي
- اتخاذ قرارات في مواقف غير منظمة
- التفاعل الإنساني الفعّال
كما يشدد على أهمية التحوّل إلى وظائف هجينة تجمع بين التقنية واللمسة البشرية، مثل الإشراف على أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراجعة جودة مخرجاتها.
وفي الجانب المالي، يُنصح العاملون بـ:
- تعزيز مدخراتهم
- تنويع استثماراتهم
- تقليل الاعتماد على الدخل الوظيفي فقط
ويختم محيي الدين بالتأكيد على أن المهن التي تتطلب مهارات جسدية مباشرة أو تعاطفًا إنسانيًا—كالرعاية الصحية والمهن اليدوية—ستبقى أكثر أمانًا في المستقبل القريب.
0 تعليق