نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مبابي العسل المسموم - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 06:49 مساءً
واقع ريال مدريد يقول إن هناك شيئاً غريباً يحدث؛ فمساهمات فينيسيوس التهديفية باتت أقلّ مما كانت عليه في الموسم الماضي، واكتفى اللاعب بالمساهمة في هدف وحيد خلال آخر 6 مباريات؛ وهذا الهدف كان بهدية مجانية من مدافع أرسنال صليبا. أما الانهيار الأكثر وضوحاً فهو من نصيب رودريغو الذي صنع هدفاً، ولم يسجّل أبداً خلال آخر 12 مباراة للفريق. وحتى بيلينغهام لم يساهم بأيّ هدف خلال آخر 6 مباريات، علماً بأن هذا الثلاثي كان مصدر رعب لجميع الفرق في الموسم الماضي، الذي شهد فوز ريال بلقبي الدوري ودوري الأبطال.
لكن يبدو أن قطعة الكرز التي أضافها بيريز إلى قالب "ميرينغي" الجميل لم تتناغم مع أجزاء القالب الأخرى. صحيح أن مبابي هو أحد أفضل لاعبي العالم فردياً بسبب سرعته ومهاراته وتسديداته، لكن مشكلته أن كلّ مزاياه هي مزايا فردية بحتة، ولم يتمكن كلّ من إنريكي وأنشيلوتي من تغيير ذلك. ويبدو أن اعتياد الفريق على وجوده وأسلوبه في الملعب كسر ثقافة الفريق الناجحة جداً في الموسم الماضي، خاصة بعد تقليل المساحات التي كان يحصل عليها فيني ورودريغو، مما جعلهما أقلّ حسماً من السابق، فيما اللافت أن الثنائي لم يستعد ألقه حتى مع غياب مبابي.
يتزامن هذا مع ظهور سان جيرمان بمستوى جماعيّ رهيب. الفريق لم يتأثر كثيراً برحيل مبابي بل يعيش موسماً استثنائياً جداً، تسيطر فيه الجماعية والتناغم عكس النزعة الفردية التي جعلته يخسر في نصف نهائي الأبطال، في الموسم الماضي، أمام دورتموند، الذي كان يعيش معاناة واضحة جداً طوال الموسم.
انتشرت في الفترة الأخيرة مقاطع عدة للويس إنريكي وهو يطالب مبابي بإظهار روح القيادة الحقيقية، وأن يكون أكثر مساهمة دفاعياً وجماعياً في اللعب. وتزامن هذا مع حديث كورتوا بعد الخروج من الأبطال، والذي لم يخفِ فيه أن الفريق عانى بسبب كثرة القرارات الفردية في الملعب، مع تبرئته لأنشيلوتي من مسؤولية الهزيمة، ليبدو أنه يتعمّد توجيه اللوم إلى زملائه.
بالتالي، يبدو أن الفردية التي كانت تربك باريس باتت تربك ريال مدريد في هذا الموسم، والنتيجة هي أن باريس بات على أعتاب نهائيّ الأبطال فيما ريال قد يكون على أعتاب إنهاء موسم سيّىء رغم نجاح مبابي في تقديم الإضافة فردياً.
احتفال مبابي بهدفه في مرمى برشلونة (أ ف ب)
قد لا تتمثل المشكلة بمبابي وحده، لأن ريال بات يضمّ العديد من اللاعبين الذين يدركون فرصتهم في المنافسة على الكرة الذهبية. بيلينغهام مثلاً قام بلقطات عديدة مميزة في كلاسيكو الكأس، لكنه يتحمل مسؤولية الهدف الأول إلى حدّ كبير، بسبب تباطئه في العودة للدفاع، وتركه بيدري يصعد يتقدّم ويسجّل بهذه السهولة. فيني حاله حال مبابي، ولا يلتزم كثيراً بالواجبات الدفاعيّة؛ لذا يجد أنشيلوتي أن لديه العديد من اللاعبين المترفعين عن الضغط في الأمام، وهي مشاكل لم يكن يعيشها حين كان بنزيما مثلاً موجوداً في الفريق.
إن كان ضمّ النجوم بكثرة، ورحيل ماكيليلي سابقاً هو سبب انهيار غلاكتيكوس بيريز الأول، فإن مشروع غلاكتيكوس الحالي يعيش نفس الخطر مع الجمع بين كلّ هؤلاء اللاعبين. ويبدو أن أنشيلوتي لن يكون الوحيد الذي سيرحل هذا الصيف، خاصة أن أخبار قرب انتقال رودريغو تزيد يوماً بعد آخر. فهل سينجح المدرب القادم إلى ريال مدريد في تغيير فكرة فردية مبابي؟
0 تعليق