في تطور للأحداث المتعلقة بالمشهد الموسيقي الشعبي في مصر، أعلنت نقابة المهن الموسيقية عن فتح تحقيق رسمي مع المغني الشعبي عمر كمال. يأتي هذا الإجراء على خلفية انتشار مقطع فيديو قديم للفنان عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تضمن أداءً غنائياً أثار جدلاً واسعاً واعتبره البعض مسيئاً لمؤسسات الدولة المصرية.

قرار النقابة للتحقيق

هذا التحرك من قبل النقابة يأتي في ظل نقاش متجدد حول طبيعة المحتوى الذي تقدمه بعض الأغاني الشعبية وتأثيرها المحتمل على الذوق العام والقيم المجتمعية، وفي تصريح رسمي، أوضح الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الرسمي باسم النقابة، أن هذا التحقيق يندرج في إطار تطبيق اللوائح والقوانين التي تنظم عمل أعضاء النقابة، وأكد على ضرورة التزام جميع الفنانين المنتسبين للنقابة بالسلوك المهني القويم واحترام القيم الراسخة في المجتمع.

وشدد المتحدث الرسمي على أن النقابة لن تتهاون مطلقاً مع أي محتوى فني يتضمن إساءة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، للدولة المصرية أو لأي من مؤسساتها الحيوية، وأكد أن الحفاظ على صورة الفن والفنانين وتقديم محتوى يحترم الجمهور والمؤسسات هو من صميم عمل النقابة وأهدافها.

أول رد من عمر كمال بعد قرار إحالته للتحقيق

من جانبه، وفي أول تعليق له على هذه الواقعة، أوضح الفنان عمر كمال أن مقطع الفيديو المتداول يعود إلى فترة مبكرة من مسيرته الفنية، وتحديداً قبل أكثر من خمس سنوات، وأشار إلى أن هذا المقطع تم تسجيله في بداية خطواته الفنية، عندما كان لا يزال في طور التكوين الفني.

وأكد عمر كمال أن الجزء الذي أثار الجدل ليس من كلماته أو ألحانه الشخصية، بل هو مقتبس من "موال" قديم لفنان شعبي راحل كان له تأثير في بداياته، ونفى بشكل قاطع أن يكون قد قصد الإساءة إلى أي جهة كانت، مؤكداً على احترامه الكامل والتقدير العميق لمؤسسات الدولة المصرية ودورها في المجتمع.

وفي سياق متصل، أبدى الفنان الشعبي المعروف عبد الباسط حمودة، تضامنه مع عمر كمال. ودافع عن زميله، مؤكداً على أنه لم يتعمد إطلاقاً الإساءة لأي طرف، وأشار إلى أن نقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل يدرك تماماً أن فناني الصف الشعبي، مثل "البحراوي" نفسه وعمر كمال وغيرهم، لا يقدمون أعمالاً فنية تهدف إلى المساس بالدولة أو الإساءة إليها بأي شكل من الأشكال.

في المقابل، جدد المتحدث الرسمي باسم نقابة المهن الموسيقية التأكيد على أن اللوائح والقوانين تطبق على جميع الأعضاء بشكل عادل ومتساوٍ دون أي استثناء، وأشار إلى أن النقابة سبق لها اتخاذ إجراءات مماثلة بحق فنانين آخرين، مثل"حمو بيكا" و "رضا البحراوي" وذلك عندما صدرت منهم مخالفات مماثلة للوائح النقابة.

تعيد هذه الواقعة إلى الأذهان الجدل المستمر حول طبيعة بعض الأعمال الغنائية الشعبية التي تنتشر على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، هذه الأعمال كثيراً ما تواجه انتقادات مجتمعية بسبب ما قد تتضمنه من ألفاظ أو رسائل يعتبرها البعض خروجاً عن الإطار الفني أو الاجتماعي المقبول، وتأثيرها على القيم والأخلاق العامة.

وأكدت نقابة المهن الموسيقية في ختام تصريحاتها أنها مستمرة في متابعة الأداء الفني لجميع أعضائها، وأنها لن تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضبط جودة المحتوى الغنائي المقدم للجمهور، وأوضحت أن الهدف من هذه الإجراءات هو الحفاظ على الذوق العام وتعزيز دور الفن كوسيلة للتعبير المسؤول والهادف، الذي يخدم المجتمع ويرتقي به.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك